لكل إقليم ولكل منطقة عادات وتقاليد يتصف بها أهل هذا الأقليم أو المنطقة ، كما أننا قد نجد أن أهل منطقة معينة يشبهون بعضهم إلى حد كبير في الشكل ، حيث أن المناخ والهواء والحرارة تلعب دوراً في شكل الانسان وبنية جسمه، بالنسبة لسكان أستراليا الأصليون والجزر المحيطة بها ( وهم سكان جزر مضيق توريس ) ، حيث أنهم هم أول من سكنوا القارة الأسترالية قبل أن يسكنهما الإستيطان البريطاني ، كما أن نسبة السكان الأستراليون تشكل 2.4% من نسبة سكان أستراليا بشكل عام ، كما أن السكان الأصليون لأستراليا هم الذين يسكنون في جزر مضيق توريس والبر الرئيسي من أستراليا .
قام الكاتب الأسترالي " كليف نيل " بتأليف كتاب يتحدث عن الطريقة التي تمت فيها اباة الشعب الأسترالي بصريقة وحشة، وكان الكتاب يحمل عنوان " حرب قذرة " ، ويتحدث في هذا الكتاب شاهد عيان على الإبادة التي حدثت بحق الأستراليون والتي قام بها المستعمر الإنجليزي خلال فترة احتلاله لجزيرة تابعة للقارة الأسترالية وتسمى جزيرة "تسمانيا".
إقرأ أيضا : سكان ليبيا الاصليين
يتحدث أهل هذه المنطقة أكثرمن 250 لغة وذلك قبل قدوم الاستيطان الأوروبي ، ولكن هذه اللغات انقرضت لأنها تمت ابادتها مع أهل المنطقة من السكان الأصليون ، ولم يتبقى من هذه اللغات سوى 15 لغة فقط !، كما أن هذه المنطقة امتازت بالثراء الثقافي الواسع ، وكانت ثقافتها تطل على جميع المدن من حولها ، وقد قام فريق من العلماء من جميع أنحاء العالم بفك الشيفرة الجينية لرجل كان من سكان استراليا الأصليين ، واعتمدوا على التحليل الجيني لضفيرة شعر تبلغ من العمر مئة عام ، وكانت النتيجة أن سكان استراليا نزحوا من أفريقيا إلى استراليا قبل 70 ألف سنة .
تسمى القبيلة الأولى التي سكنت هذه المنطقة ب " الأبورجينيز " ، وهذه القبيلة لها طقوس عديدة في الصيد وفي تناول طعام الصيد ، فلا يصطادون بطريقة عادية ، وإنما يستخدمون عصا حربية مدببة ويقفون أمام الماء يحدقون به ، وعندما تم الأسماك ينقض عليها بالحربة فوراً ، وعندما يصيب الصيد ويحصل عليه يجثو على ركبته ومن ثم يحمل صيده ليطهوه ، كما أن أهل هذه القبيلة لا يأكلون طيور البحر أبداً بسبب اعتقاد خاطئ لديهم أن هذه الطيور تحمل أرواح شريرة !
كما أن من أكثر الأشياء التي يشتهر بها أهل هذه القبيلة هي الرسم والنحت ، حيث أنهم يعبرون عن جميع الأشياء المحيطة بهم من خلال الرسم والنحت الرمزي ، كما أنهم من احسن وأفضل الحضارات التي اشتهرت بالمجسدات والمرسومة التي تظهر حياتهم بالكامل ، وكان الباحثون والمؤرخون قد وجدوا بعض من هذه اللوحات الأثرية المنحوتة والموجودة في الكهوف الرملية ، كما انهم أيضاً اشتهروا في صناعة الدروع الحربية ووسائل القتال . أما بالنسبة للشكل الإحتفالي لأهل هذه القبيلة فقد كانت الأفراح والأتراح تقام في أماكن مغلقة وبطريقة سرية ، مثل اقامتها في داخل كهف ،كما أنهم كانوا يستخدمون آلات موسيقية بدائية جداً .