من منّا لا يسعى إلى أن يكون واثقاً من نفسه، فالثّقة بالنّفس هي مطلبٌ فطريّ للنّاس من أجل الولوج إلى كثيرٍ من الأمور في الحياة وكذلك من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي يتطلّع إليها الإنسان، فالثّقة بالنّفس معناها الثّقة بقدرات الإنسان وإمكاناته في الحياة وقدرته على تجاوز الصّعاب وركوب الخطر، وإنّ أهميّة الثّقة بالنّفس تكمن في عدّة أمور نذكر منها:
- إنّ الثّقة بالنّفس هي مفتاح النّجاح في الحياة، فالإنسان الذي يسعى إلى النّجاح في حياته الأسريّة والمهنيّة لا بدّ وأن يتحلّى بقدرٍ كافٍ من الثّقة بالنّفس تمكّنه من التّصرف بقدرٍ عال من المسؤوليّة، وكذلك العامل والصّانع يجب أن يكون عنده ثقة بنفسه وإمكاناته ومهاراته حتّى يقوم بعمله على أكمل وجه وحتّى يحقّق النّتائج المطلوبة من عمله، وكذلك صاحب العمل يجب أن يكون عنده ثقةٌ بنفسه تمكّنه من النّجاح في أعماله ومشروعاته المختلفة ذلك بأنّ كثيراً من الأمور تعتمد على الثّقة بالنّفس، فاتخاذ القرارات يتطلّب شخصيّة واثقة من نفسها قادرة على تنبي حلول وقرارات معيّنة بعيداً عن التّأثير الخارجي، كما أنّ حلّ المشكلات في العمل يتطلّب كذلك شخصيّة واثقة من نفسها قادرة على التّعامل مع شخصيّات الموظفين المتنوّعة.
- الثّقة بالنّفس هي طريق إلى الرّاحة النّفسيّة وتحقيق الذّات، فالإنسان الواثق بنفسه يشعر بأنّه حقّق ذاته من خلال استنفاد كافة مهاراته وقدراته في سبيل تحقيق غاياته وأهدافه وهذا بلا شكّ يشعره بالرّاحة والرّضا النفسي، بينما ترى النّاس الذين لا يتمتّعون بقدرٍ كاف من الثّقة بالنّفس يشعرون بالألم النّفسي نتيجة عدم القدرة عن التّعبير عن قدراتهم ومهاراتهم واستغلالها بالشّكل الأمثل كما أنّ عدم تنفيذ كثيرٍ من الأعمال نتيجة فقدان الثّقة بالنّفس يجعل هناك طاقة زائدة في النّفس قد تتحوّل في كثيرٍ من الأحيان إلى طاقةٍ سلبيّة تؤثّر على صحّة الإنسان النّفسيّة.
- الثّقة بالنّفس وأهميّتها بالنّسبة للحكومات والأنظمة، فالأنظمة التي تتّسم بالثّقة بالنّفس تراها قويّة مهابة بين الأمم بينما ترى الأنظمة التي لا تثق بنفسها ضعيفةً عرضةً للتّهديد وانتهاك السّيادة من القريب والبعيد.
- أخيراً أهميّة الثّقة بالنّفس في إخراج أناس منتجين نافعين يرفدون مجتمعهم بالكفاءات والمهارات المختلفة، فالواثق بنفسه تراه دائماً لا يتردّد عن خدمة مجتمعه وتقديم كلّ أشكال العطاء لها، وهذا يساهم في رقي المجتمع وتقدّمه حين ترى أفراده واثقين من أنفسهم وقدراتهم ويعملون مع بعضهم البعض في صفوف متراصّة قويّة يكمل كل منها الآخر بحيث يقدّم كلّ منهم ما عنده من العلم والمعرفة والمهارة ليكتمل بنيان المجتمع ويشتد أزره.