أرسل الله سبحانه وتعالى الرّسل لهداية البشر إلى الصراط السويّ المستقيم، وميّزهم بمعجزاتٍ عدّةٍ؛ حيث كانت معجزة سيّدنا موسى عليه السلام على سبيل المثال العصا وأكثر من ذلك، أمّا النبي صالح فكانت معجزته الناقة التي خُلقت من الصخر، وكانت معجزة سيدنا عيسى إحياء الموتى والتكلّم بالمهد، بينما أعطى الله لأعظم الخلق سيّدنا محمدٍ معجزات كثيرةٍ وأهمها: الإسراء والمعراج، وانشقاق القمر، وأعظم معجزات نبيّنا هي القرآن الكريم، وهي المعجزة الخالدة إلى قيام الساعة (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون).
كان الرّسول عليه الصلاة والسلام قبل البعثة دائم التعبّد في غار حراء، وفي أحد الأيام نزل سيّدنا جبريل عليه السلام وأوحى إليه أوّل آيةٍ من هذا الكتاب المقدّس العظيم، وهي (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، ويومها بدأت بعثة النبي محمد صلّى الله عليهِ وسلّم، وبدأت الدعوة السرية فالجهريّة إلى أن تمّ فتح مكّة بعد ذلك بسنوات من نزول أوّل آية من القرآن. والقرآن الكريم هو كلام الله المُعجز الّذي أنزل على سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، والمتعبّد بتلاوته، المنقول نقلاً متواتراً.
نزل القرآن الكريم على مدة ثلاثةٍ وعشرين عاماً، وتُقسّم سوره إلى مكيّة ومدنيّة، والمكيّة هي السور التي نزلت قبل الهجرة النبويّة من مكة إلى المدينة، وأمّا المدنيّة فهي التي نزلت في المدينة المنوّرة (يثرب) بعد الهجرة، كما ويحتوي القران على مائة وأربع عشرة سورةً، وعدد آياته ستة آلافٍ ومئتين وستٍ وثلاثين آية.
ونظراً لأهميّة القرآن الكريم، وبما أنّ القرآن الكريم هو كلام الله المنزل، فمن الواجب علينا المداومة على تلاوته بشكلٍ مستمر مع حفظه أيضاً، وهذا بدوره سيعود علينا بالنفع وبفوائد العظيمة ومنها:
- فتح أبواب الخير لمن يقوم بقراءة القرآن أو حفظه.
- الأجر والثواب العظيم؛ فكلّ حرفٍ بعشرٍ والله يضاعف لمن يريد.
- تلقّي العلم والمعرفة منه؛ فهو يحتوي على قصص السابقين والّذين سيأتون من بعد، أيضاً يحتوي على علوم ومعارف ليست معلومة بعد.
- القرآن الكريم سيكون شفيعك يوم القيامة أيضاً، فيتوجّب علينا قراءته وحفظه أيضاً.
وبعد هذه الفوائد القليلة والتي لا تُذكر مقارنةً بباقي الفوائد، يتوجّب علينا حفظ القرآن أو على الأقل محاولة ذلك، وبهذا نستطيع كسب الأجر أيضاً، فمحاولة حفظ القرآن كفيلةٌ بمنحنا الكثير من الأجر، وهناك طرق ووسائل كثيرة لحفظ القرآن الكريم سنتحدّث عنها تالياً.
طرق ووسائل حفظ القرآن
- القراءة على يدِ شيخٍ قد حفظَ القرآن مع إجازة للحفظ وسندِ ثابت عن رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم.
- عن طريق القراءة المتكرّرة والتسميع؛ حيث تقرأ ما تريد حفظه لليوم مثلاً، وذلك من خلال قراءته بتركيزٍ وبشكلٍ متكررٍ، ومن ثمّ تقراً مجدّداً لنفسك أو لأحد الأشخاص ما قمت بحفظه.
- السماع المتكرّر للقرآن عن طريق الهاتف المحمول، أو أي جهازٍ آخر.
- القراءة المتكرّرة، وإعادة كتابة ما توّد أن تقوم بحفظه لتثبيت وترسيخ ما قمت بحفظه.
ونشير هنا بأنّ معظم طرق ووسائل حفظ القرآن تعتمد على القراءة المتكرّرة له، كما وتعتمد أيضاً على سرعة الحفظ وعدد الساعات التي تستغرقها عمليّة الحفظ.