سورة عبسَ هي إحدى السور المكيّة ، أي أنّها من السور التي تُركّز على أمور العقيدة والإيمان بالله وكانت هذهِ من سِمات مرحلة الدعوة في مكّة المُكرّمَة ، التي كانت تقتضي دعوة الناس للإيمان بالله عزّ وجل وإخراجهم من الكُفر إلى الإيمان.
موقع سورة عبس من القرآن الكريم
تقع سورة عبس في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، وهو جزء عمّ ، وموقع هذهِ السورة من بقية سورِ القرآن الثمانون ، وعدد أيات هذهِ السورة المكيّة اثنان وأربعون آية.
سبب تسمية السورة بهذا الإسم
تبدأ هذهِ السورة الكريمة بكلمة عبَسَ ، والآية الأولى كاملةً هي : (( عَبَسَ وتَوَلَى )) ، والمقصود بها هو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وذلك حين أتاه عبد الله إبن أمّ مكتوم ، وكانَ رَجُلاً أعمى ، فكان هذا الرجل يسأل النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم عن الإسلام ، وكان في حضرةِ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم بعضٌ من كبار المُشركين من أهل مكّة ، وكانَ صلّى الله عليه وسلّم يطمعُ في إسلامهم ، فعبس صلّى الله عليه وسلم على ابن ام مكتوم وأشاحَ عنه وكان مُقبلاً على كبار القوم ، فأنزل الله عزَّ وجلّ هذه السورة العظيمة مُعاتباً فيها نبيّهُ صلّى الله عليه وسلّم ، لأنّه عبّس أن جاءَهُ الأعمى ، وسبب نزول هذهٍ السورة كما جاء في الحديث الذي روَتهُ عائشة رضيّ الله عنها : قالت: (( أنزل [عبس وتولى] في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول أترى بما أقول بأساً، فيقول: لا، ففي هذا أنزل)).