من هو مؤسس الدولة السعودية الأولى

تتميز أراضي المملكة العربية السعودية باتساع مساحتها، وأغلب أراضيها عبارة عن مناطق صحراوية قاحلة، وكانت حرفة الرعي هي الحرفة الرئيسية للسكان والبعض الآخر من السكان يعملون بالتجارة. ظهرت أسرة آل سعود في المنطقة في أواسط القرن الثاني عشر الهجري، وكانت مناطق نفوذها تنحصر في منطقة نجد تنافسها زعامات أخرى في منطقة مكة وما حولها وفي مناطق الشمال.

لم تحظ منطقة نجد وغيرها بأي اهتمام منذ العصر العباسي ومن جاء بعدهم مما أدى إلى ابتعاد الناس عن الدين الإسلامي فكانت القبائل تغزو بعضها والقبيلة الأقوى تفرض نفوذها على القبائل الأقل قوة؛ هذه الأوضاع مهدت لظهور حركة دينية قادها الشيخ محمد بن عبد الوهاب يدعو فيها للعودة إلى أصول الدين الإسلامي فانتشرت دعوته بشكل كبير بين القبائل ولاقت حركة النهضة الدينية التأييد والدعم من أسرة آل سعود.

خلال هذه المرحلة التاريخية كانت الدولة العثمانية هي صاحبة الولاية على السعودية، فسيطر العثمانيون على منطقة الحساء وأصبحت ولاية تابعة لهم إلا أن الدولة العثمانية كانت غير قادرة على فرض الأمن على المنطقة مما جعل منطقة نجد ونواحيها عرضة للغزو من قبل الأشراف في الحجاز وكذلك من زعماء بني خالد.

كان لدعم آل سعود لحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الدور الكبير في التفاف الكثير من القبائل حول زعامة آل سعود في المنطقة؛ إذ ظهرت دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب في وقت ابتعد به الناس عن تعاليم الدين الإسلامي، فاستطاع آل سعود إخضاع المناطق المجاورة لنفوذهم مثل الدرعية، وحريملا، والجبيلة، وغيرها من المناطق الأخرى، وأعلنوا تأسيس إمارات محلية لهذه المناطق كانت إمارة العينة أقوى هذه الإمارات كما أعلن آل سعود تأسيس إمارة الدرعية الأولى.

أول أمير لإمارة الدرعية كان الأمير محمد بن مقرن بن مرخان وهو الجد الأول إلى آل سعود، توسع نفوذ إمارة الدرعية في زمنه وتوسعت على حساب جيرانه من آل يزيد، إلا أن هذا الأمير توفي في عام 1106هــ خلفه من بعده الأمير موسى بن ربيعة إلا أنه خلع من الإمارة وتولى إمارة الدرعية سعود بن محمد بن مقرن، تميزت شخصية سعود بن مقرن عن غيرها من شخصيات الأمراء الذين تناوبوا على إمارة الدرعية بالحكمة والعدل فأحبه الناس وتجمعوا من حوله فتوسعت إمارة الدرعية وقوي سلطانها.

استمرت إمارة الدرعية إمارة قوية مهابة الجانب مزدهرة لقرابة الأربعين عاما على الرغم من تعرضها للكثير من الهجمات من الإمارات المجاورة لها. توفي الأمير سعود بن مقرن عام 1726م بعد أن اكتسبت إمارة الدرعية موقعا مهما بين الإمارات في المنطقة وتوسعت مناطق نفوذها، فبنيت الحصون والقلاع وأبراج المراقبة على أسوارها، مثل حصن الرفايع، وحصن سمحة، وغيرها من المواقع الدفاعية.

وقد رافق هذا التطور العمراني انتشار الحركة الإصلاحية الدينية التي قادها محمد عبد الوهاب والتي أعادت القبائل العربية إلى تعاليم الدين الإسلامي بعد أن ابتعدت عنه كثيرا، وقد خلف الأمير محمد بن سعود ولده الأمير عبد العزيز بن محمد آل سعود الذي استطاع توحيد جميع الإمارات معلنا تأسيس المملكة العربية السعودية.