اتسمت الشريعة الإسلامية بالتخفيف وانقاص ، والتيسير على العباد ، ورفع الحرج عنهم ، ومن رحمته تعالى بعباده ، بأن جعل لهم رُخَصَاً ، يُرفع بها عنهم الحَرَجُ ، حتى في أمور العبادات ، سبحانه ، ومن هذه الرخص الجمع في الصلوات ، ويُقصد به أن تُصلى صلاتين متقارتين في التوقيت في وقت صلاة واحدة ، كصلاة الظهر والعصر إما في وقت الظهر ويسمى جمع تقديم ، أو أن تصلى الظهر والعصر في وقت العصر ويسمى بجمع تأخير ، وكذلك بالنسبة لصلاة المغرب والعشاء ، فإنها تصلى جمع تقديم وجمع تأخير ، وأما صلاة الفجر فلا جمع فيها .
حالات الجمع
السفر
حيث يجوز الجمع فيه للمسافر ، شريطة ان لا يكون السفر مكروها او محرما ، وقد أخُتلف في تحديد المسافة المقطوعة لجواز الجمع ، والراجح والله أعلم ، بأن المقصود بالسفر ، هو ما تعارف عليه الناس على أنه سفر من غير تحديد للمسافة .
الحج
ومثاله الجمع في يوم عرفة بين الظهر والعصر جمع تقديم ، وبين المغرب والعشاء جمع تاخير في مزدلفة ، بعد غياب شمس يوم النحر .
المقيم
يجوز الجمع للمقيم إما لعلةٍ ، مرض ، أو عجزٍ ، يلحقه به مشقةً ، أو لعلةٍ بردٍ ، كالمطر ، والثلج ، والجليد ، والبرد الشديد ، أو الحر الشديد ، الذي يلحق المشقة ، أو المضطر الذي يخشى عليه فوات وقت الصلاة .
طريقة الجمع
- يجب مراعاة الترتيبِ بين الصلوات ، ففي الجمع بين الظهر والعصر ، تُصلى الظهر أولاً، ومن ثم العصر ، وكذلك تصلى المغرب ، ومن ثم العشاء ، حيث يكون لها آذان واحد وإقامتين ، لكل صلاة إقامة .
- لا تُشترطُ النيةُ للجمع خلف الإمام ، وهذا من فعله عليه السلام ، فقد جمع بين الظهر والعصر جمع تقديم ، من دون إعلام الصحابة خلفه نيته للجمع .
- وأمّا الموالاةُ ما بين الصلاتين في الجمع ، ففيها أيضا خلاف ، والأحوطُ في هذه المسألة وجود الموالاة ما بين الصلاتين ، فهو أسلمُ لصِحَةِ الجمع .
- لا يجوز الجمع للمقيم لعذر البرد إلا في المسجد مع جماعة المسلمين ، فوجود عذر البرد لا يجيز الجمع لشخص واحد ، ولا يجوز الجمع أيضا في المصليات ، ولا أن يتّخذ الجمع عادة يتعذّر بها الناس للجمع .