قدرة الله في خلق الكون

قدرة الله في خلق الكون

لا شكّ أن يتعجب كل عاقل وناظر ومتأمل للكون من عظيم قدرة الله -تبارك وتعالى- على تدبيره والتحكم فيه، فالانسجام في الكون والنظام البديع فيه كلّ هذا إن كان يدل فإنّه يدل على عظيم قدر الله وقدرته الكبيرة والجليلة، فكلّ شيء مسير بأمره وبإرادته ضمن منظومة كاملة ومتكاملة.

وحتّى ندلل على عظيم قدرة الله في تدبيره للكون من الفلك، فقد قال -عز وجل- في كتابه الكريم: (وكلٌ في فلك يسبحون)، والمعنى هنا أنّك وفي حال نظرت إلى السماء فإنّك ستراها مليئة بالنجوم والعلامات، وحتّى أنّك ستتمكن من رؤية بعض الكواكب التي لا يعلم عددها إلّا الله -عز وجل- الذي خلقها، فالكواكب كثيرة، والأقمار عديدة، والمجرات لا يعلم عددها إلّا الله -تبارك وتعالى-، وكلّ ذلك يسير كل حسب نظامه وطبيعة عمله، لا يرتبط أيّ منها بالآخر، فهي ورغم أنّها تتحرك بسرعات رهيبة وكبيرة جدًا إلّا أنّها مع كل ذلك لا تصطدم ببعضها البعض، بالرغم من السرعة المهولة، والأعداد الكثيرة، والأحجام الكبيرة والضخمة، ورغم عددها الذي لا يحصى من عظمه، فهو يقدر بمليارات المليارات من الأجرام السماوية ونحو ذلك.

فالله -عزّ وجل- وحده الذي يستطيع أن يتحكم بكلّ ذلك ولا يستطيع أحد سواه أن يفعل ما يفعله -عز وجل-، فالله -تبارك وتعالى- بقدرته الكبيرة قد وضعها ضمن نظام معين لا يصطدم بعضها ببعض، ولا يتجاوز أيّ واحد دور الآخر، قال الله -عزّ وجل- في كتابه الكريم: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)، وهذه الآية تأكد دور الله -عز وجل- في تدبير الأمور الكونية، وخلاصة أنّ لكل كوكب ولكل مخلوق من مخلوقات الله -عز وجل- في الكون دوره الذي لا يستطيع تجاوزه إلّا بأمر منه -عز وجل-.

ومن عظيم قدرة الله -عزّ وجل- في الكون، بقاء الكائنات الحية على وجه الأرض، والتي تعيش ضمن سلسلة غذائية غريبة جدًا، فالنبات مثلًا يقوم بالتغذي على التربة، وتقوم بعض الحيوانات بالتغذي على هذه النباتات، وتقوم حيوانات أخرى بالتغذي على هذه الحيوانات، التي تتغذى على النباتات، ويقوم الإنسان بالتغذي على الصنفين النباتات وبعض الحيوانات، والعجيب هنا أنّ السلسلة الغذائية هي عبارة عن حلقات متصلة، وفي حال فقدت أيّ من هذه الحلقات، فإنّ ذلك يعود بالضرر على حياة الكائنات الحية ككل في هذه الأرض.

ومن عظيم قدرة الله -عز وجل- أنّه ممسك للسماوات أن تقع على الناس، فلو وقعت هذه السماوات على الناس، فإنها ستتسبب حتمًا في سحقهم والقضاء عليهم، فقد رفعها الله -عز وجل- بقدرته من غير أعمدة ولا أساسات، فقد بقوله كن فيكون، وليس بين السماء والأرض إلّا الهواء -فسبحان الله- القوي المتين والحفيظ الرحيم بعباده.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل