عاشوراء
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرّم في التقويم الهجريّ، واسمه مشتق من موقعه، أي العاشر، ويصادف اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي بن أبي طالب، وبالتالي فإن الشيعة تعتبره يومَ حزنٍ وعزاء، وهو عطلة رسمية في مجموعة من الدول كإيران، وباكستان، والعراق، والبحرين، ولبنان.
يوم عاشوراء عند الشيعة
عاشوراء هو يوم هامّ في ثقافة الشيعة، ففيه قتل الحسين بن علي مع أهلِ بيته في حادثة كربلاء بعد حصار دام ثلاثة أيام؛ مُنِعوا فيها من الحصول على الماء، وذلك في السنة الواحدة والستين للهجرة، ويبدأ الشيعة طقوسَهم المتعلقة في هذا اليوم منذ اليوم الأول من شهر محرم، فيزورون ضريح الحسين، ويضيئون الشموع، وإعادة قراءة وتذكّر أحداث القصة، مع إظهار الحزن والألم واللطم، باعتباره رمزاً للنضال ضدّ الظلم، كما يقومون بتوزيع الماء على الناس للتذكير بعطش الحسين، وإشعال النيران للشعور بالحرّ كتعرف على ما هى الحرارة في الصحراء، ومنهم مَن يقوم بتمثيل الحادثة، والتبطير؛ أي إسالة الدم من أجسادهم وضربها بالسلاسل.
ورأى الشيعةُ حولَ صوم هذا اليوم بأنه مكروه، ويمكن الصوم عن الماء تشبهاً بالحسيْن وعائلته في تلك الحادثة، ويرفض أهل السنة كل هذه الطقوس التي ليست من الدين بشيء، بل فيها إضرار بالنفس وهذا مخالف للشرع، وأما صيامه فهو مندوب كباقي الأيام المستحب صومها وله فضله، فقد سئل ابن العباس عن صيامه، فقال: (ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- صام يوماً، يطلُبُ فضلُه على الأيامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهراً إلا هذا الشهرَ)؛ يعني رمضانَ.
أحداث حصلت في عاشوراء
هناك العديد من الأحداث الهامة التي حصلت في هذا اليوم كما ذكرها المؤرخون، وهي:
- تغيير كساء الكعبة، فقد كان العرب يغيّرون كساء الكعبة في هذا اليوم، حتى جاء الإسلام وأصبحوا يبدلونه يوم النحر.
- اليوم الذي تاب فيه الله تعالى على سيدنا آدم، ونجّى نوحاً ومن آمن به.
- إنقاذ سيدنا إبراهيم من النمرود، وإعادة سيدنا يوسف إلى أبيه يعقوب.
- إغراق فرعون موسى وجنوده.
- المغفرة لسيدنا داوود، ووهب سليمان ملكه.
عاشوراء في الشعر العربي
احتلّت حادثة كربلاء مكانةً كبيرة في الشعر العربيّ عبر العصور اللاحقة لها، ومن الأشعار التي قيلت فيه، ما كتب عنه الجزار، وصفي الدين الحليّ، وغيرهم الكثير، ومن ذلك قول الشريف الرضّي:
أَيُّ يَومٍ أَدمى المَدامِعَ فيهِ حادِثٌ رائِعٌ وَخَطبٌ جَليلُ
يَومُ عاشوراءَ الَّذي لا أَعانَ الـ صَحبُ فيهِ وَلا أَجارَ القَبيلُ