إنّ عيد الحبّ قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالحبّ الغزلي الذي ازدهر في فترة العصور الوسطى ، التي اهتمّت هذه الفترة بالحبّ والرومانسية ، وتعود تسمية عيد الحبّ إلى القديس فالنتين .
يعتبر Valentine day يوم احتفال عالمي ، وهو يوافق في شهر شباط في اليوم الرابع عشر منه ، فيتبادل المحبّين الهدايا ، التي تكون على الأغلب متمثّلة بباقات الورود وبطاقات المعايدة التي تحوي اجمل وافضل العبارات وكلمات وعبارات في الحبّ ، إضافة إلى العطور والقلوب الحمراء ، التي تشير للحبّ والعاطفة النابضة والهيام بالحبيب .
تعدّدت الروايات حول تسميّة عيد الحبّ ، وأصلها ، ولكنّ القصّة الأكثر مصداقيّة وشهرة وصيتاً ، هذه التي رواها الكاتب ( بيد ) في كتابه " الأسطورة الذهبيّة " عن قصّة القسّ الذي كان يبشّر بالديانة المسيحيّة ، على الرّغم من كل الاضطهادات التي طالته ، ليقوم الإمبراطور الروماني بإصدار حكمٍ بإعدامه نتيجة لمحاولاته في ثنيه عن تبشيره هذا ، ورغم كلّ محاولات الإمبراطور من فرض الوثنية على هذا القسّ ، التي باءت كلّها بالفشل ، لينفّذ قرار الإعدام بحقّه ، في يوم 14 شباط .
وقد قيل بأنّ هذا القسّ قد أحبّ ابنة السجّان الذي كان يقوم بحراسته ، وقد كان يرسل لها بطاقات الحبّ التي تحمل أرق العبارات وكلمات وعبارات وأرقاها ، وتذكر الكتب بأنّها كانت مصابةً بالعمى ، فقام فالنتين بمعجزة شفائها أمام الجميع ، وكان ذلك قبل تنفيذ حكم إعدامه بيومٍ واحدٍ فقط ، حيث أرسل لها بطاقة قبل إعدامه ، يقول فيها : " من فالنتين المخلص لك " .
يذكر أنّ الإمبراطور كلوديس الثاني ، كان قد فرض بقرارٍ يمنع زواج المحاربين الشباب ، لما له الزواج من عرقلّة خوض على الشباب ، حيث يكونون أقلّ كفاءة من العازبين ، فكان يقوم فالنتيين بتزويجهم بطريقة سريّة ، ولكن سرعان وصلت هذه القصّة إلى الامبراطور ، الأمر الذي أثار غضبه ، فكانت حجّة له بإصدار حكم الإعدام عليه قراراً بائناً بعصيان إرادة الإمبراطور .
إنّ تقليد تبادل بطاقات الحبّ ، مازال قائماً حتّى أيامنا هذه ، وحتّى تبادل مجسّمات على شكل القلب كرمزٍ تشير لآلهة الحبّ ( كيوبيد ) ، والسهم الغارز في القلب ، كلّها من طقوس الحبّ المتوارثة منذ القديم وحتّى الآن ، ولا ننسى الشعراء الذين اشتهروا في الأدب الغزلي وكانت أشعارهم تكتب على البطاقات كالشاعر جيفري تشوسر الإنكليزي ، وما قصّة روميو وجولييت إلاّ تجسيداً للحب والتضحيّة في أسمى معانيها .
