تتركّب أجسام الكائنات الحيّة جميعها من وحداتٍ أساسيّة تُسمّى الخلايا التي تُعدّ وحدةَ البناءِ في الجسم. وكان العالم الإنجليزي (هوك) أوّل من استخدم مفهوم وتعريف ومعنى (الخليّة) عام 1665م، وفي عام 1674م وصفَ العالم الهولنديّ (لوفنهوك) خلايا بعض الكائنات الحيّة، ثُم في عام 1838م استنتجَ العالمُ (شلايدن) أنَّ النّباتات تتألّف من خلايا، وفي العام التّالي أكّدَ العالم (شفان) الحقيقةَ نفسَها بالنّسبة للحيوانات. هل تتشابه الخلايا في الإنسان والحيوان والنّبات؟ تعيشُ على الأرض كائناتٌ حيّة مختلفة قد تتكوّن أجسامُها من خليّة واحدة مثل البكتيريا، أو من خلايا عدّة مثل الإنسان، وتشترِك الخلايا باختلافها في التّركيب العام، ولكنها تختلفُ في أشكالهِا وحجومهِا وتراكيبهِا الدّقيقة، وبالوظائف التي تقوم بها.
تركيب الخليّة ووظائفها ومكوّناتها
التّركيب المشترك للخليّة النّباتية والخليّة الحيوانيّة
تشترك الخلايا المُكوّنة لأجسام الكائنات الحيّة المُختلفة في بعض التّراكيب، إذ يوجد بعض التّراكيب المُشتركة بين الخليّة النّباتية والخليّة الحيوانيّة، فكلاهما يحتوي على غشاءٍ بلازميٍّ وسيتوبلازم ونُواة:
- الغشاء البلازميّ: تُحاط الخلايا جميعُها بغشاء بلازميّ يحمي مكوناتِها الدّاخلية، ويتكّون من طبقتين من الدهونِ المُفَسْفَرة تتخلَّلها جزيئاتٌ من البروتينات التي توجد على سطح الغشاء، أو قد تكون مُنْدَسَّة خلال طبقتيّ الدّهون المُفَسْفَرة. يمتازُ الغشاءُ البلازميّ بالخاصّية النّفاذية الاختيارية؛ فهو يُنظّم عمليّة تبادل المواد بين الخليّة والوسطِ الُمحيط بها، وذلك بإدخال الموادّ اللّازمة للقيام بالعمليّات الحيويّة والتّخلص من فضلاتِ نواتجِ هذه العمليّات، وهو كذلك يُكسب الخليّة هويّة مُحدّدة وذلك لوجودِ مستقبلاتٍ بروتينيّة.
- النّواة: تُعدُّ النّواة من أوضحِ العُضَيَّات التي يُمكن مشاهدتها في الخليّة الحيّة، إذ تظهرُ كجسمٍ كُرويٍّ على الأغلبِ محاطٍ بغلافٍ نوويٍّ مزدوجٍ يحتوي على العديدِ من الثّقوب التي تسمحُ بتبادلِ الموادِّ من النّواة وإليه. يُطلق على النّواة مركزُ التّحكم، وذلك لاحتوائها على مادة الوراثة (DNA) التي تحملُ جميعَ المعلومات اللّازمة لبناء بروتينات الخليّة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ النّواةَ تحوي جسماً كُروياً يُدعى النُّويّة لها دورٌ مهمٌ في بناءِ الرايبوسومات.
- السّيتوبلازم: أحدِ المُكوّنات الرئيسيّة في الخليّة الحيّة، وهو مادّة هُلاميّة شبهِ شفّافة. يتكوّن أساساً من الماء (ما يُقارب من ثُلثيّ حجمِه)، وما يذوبُ فيه من أملاحٍ وموادٍ بروتينيةٍ ونشويّةٍ وسُكريّةٍ وإنزيماتٍ، يحتوي على تراكيب أربع عشرة عضِيّة وهي الشّبكة الأندوبلازميّة والرّايبوسومات وجهاز غولجي والأجسام الحالّة والميتوكندريا والبلاستيدات والمُريكزات والفجوات والهيكل الخلويّ والجدار الخلويّ والغلاف الخلويذ والأهداب والأسواط.
المكونات المشتركة بين الخلية الحيوانية والخلية النباتية
- نواة
- شبكة أندوبلازميّة خشنة
- شبكة أندوبلازميّة ملساء
- رايبوسمات
- أجسام غولجي
- ميتو كندريا
- غشاء بلازمي
الفرق بين الخليّة الحيوانيّة والخليّة النّباتية في التّركيب الدقّيق
الخليّة النّباتية
- جدار الخلية سليلوزيّ يوجد بعده غشاءٌ بلازميٌّ له منافذ نفّاذةٌ لكن بطريقة اختياريّة .
- تحتوي تلك النّوعية من الخلايا على البلاستيدات.
- يوجد فجوةٌ عُصاريّة، ويوجد في الخلايا البالغة فجواتٌ مركزيّةٌ كبيرةٌ.
- لايوجد أيُّ جسمٍ مرزيّ في الخليّة.
الخليّة الحيوانيّة
- لايوجد في الخلية الحيوانيّة جدارٌ سليليوزيّ، ولكن يحيطُ بالخليّة غشاءٌ بلازميٌّ له فَتحاتٌ نفّاذةٌ اختياريّة.
- تنعدمُ البلاستيداتُ في الخليّة الحيوانيّة.
- في العادة لايوجد فجواتٌ في الخليّة، وإن وجدت تكون صغيرةً جدّاً خصوصاً في الخلايا الحيوانية وحيدة الخليّة، مثل الحيوانات التي تعيشُ في الماء.
- يوجد فيها أجسامٌ تسمى الأجسام المركزيّة في الخليّة الحيوانيّة.
