الإرضاع
تبدأ التغيرات في ثدي الأم مُنذ بداية الحمل لتحضير لعمليّة الرضاعة عند ولادة الطفل، فتُصبح الحلمة أطرى، ويكبر حجم الثدي، وهذه تُعتبّر من العلامات و دلائل الأولى لحدوث الحمل، والسبب في ذلك هو التغيرات الهرمونيّة الَّتي تطرأ في جسم السيدة الحامل، ومن التغيرات الأخرى هو تغيُّر لون المنطقة المُحيطة بالحلمة فيُصبح اللَّون داكناً أكثر، وتظهر بعض الانتفاخات الصغيرة عليها، ويحدث هذا كُلّه كطريقة لإرشاد الطفل طبيعيّاً وفطريّاً لمصدر الحليب، وأمَّا بالنسبة للانتفاخات الأشبه بالحبوب فهذه تُنتج مواد زيتيّة لتنظيف، وترطيب، وحماية الحلمة من الالتهابات خلال فترة الرضاعة، وتُشبه رائحة هذه المادة الزيتيّة رائحة السائل السلويّ الذَّي يُحيط بالجنين في الرحم، وهذا يجعل الجنين يتجه مُباشر إلى هذه المنطقة بعد الولادة لأنَّ رائحتها تكون مألوفةً له.
عندما يحين موعد الولادة فإنَّ الأنسجة الغُديّة الَّتي تُحيط بالثدي تتضاعف في الحجم، والوقت الَّذي يحدث فيه ذلك يختلف من سيدة إلى أخرى، فهو قد يحدث في الفترة المتوسطى أو الأخيرة من الحمل، أو حتّى بعد الولادة، ولا يجب على السيدة الحامل أن تقلق إذا لم يكبر حجم ثدييها كثيراً، حيثُ إنَّه لا علاقة بين حجم الثدي وقدرته على إنتاج الحليب، فعندما يولد الطفل يبدأ إنتاج الحليب ممّا يُعطي الأم شعوراً ملحوظاً بثقل وامتلاء الثديين.
طريقة تكوّن حليب الأم
تُنتج الغُدّد الثدييّة Mammary glands الموجودة في منطقة الثدي الحليب، وفي داخل كُل غُدَّة من هذه الغُدّد أجزاء مُختلفة تلعب كُلها دوراً في عمليّة إنتاج الحليب، وفيما يلي توضيح لذلك:
- الجُريبات Alveoli: وهُنا يتمّ صًنع الحليب، و تُشبه هذه الجُريبات حبّات العنب المجموعة في العنقود، يُحيط بها عضلات صغيرة تضغط على كُل جُريب لدفع الحليب إلى دخل القُنيّات، وهذه تنتج في كُلّ مرّة يحدث فيها الحمل.
- القُنيّات Ductules: وهذه قنوات صغيرة تحمل الحليب من الجُريبات إلى قنوات الحليب الرئيسيّة.
- قنوات الحليب Milk Ducts: وهذه عبارة عن شبكة مُعقدَّة من القوات تنقل الحليب من الجُريبات والقُنيّات مُباشرةً إلى الطفل، وتزداد قنوات الحليب في الحجم والعدد خلال فترة الحمل، لتصل إلى مُعدل تسع قنوات أو اكثر في كُل ثدي عند بدأ عمليّة الرضاعة.
قد يحدث أن يتسرب بعض من الحليب خلال فترة الحمل، وفي الواقع فإنَّ نظام صُنع الحليب لدى السيدة الحامل يكون جاهزاً خلال فترة الثُلث الثاني من الحمل، وذلك حتّى تتمكن السيدة من إرضاع طفلها حتّى لو ولد قبل أوانه.
بعد ولادة الطفل، وخروج المشيمة، تبدأ مستويّات هرموني الإستروجين Estrogen والبروجيسترون Progesterone بالهبوط، لكي تفسح المجال لإفراز هرمون الحليب البرولاكتين Prolactin من الغُدَّة النُخاميّة Pituitary Gland في الدماغ، ويُرسل البرولاكتين إشاراتٍ إلى الجسم لإنتاج كميّاتٍ كبيرة من الحليب لتغذيّة الطفل، ولإحساس الأم بالأمومة تجاه مولودها.