لكل الكائنات الحيّة التي تصنّف على أنّها من الفقاريات أعمدة فقريّة تتكوّن من عدد من الفقرات المفرغة، والتي تساعد على حفظ واحد من أهم أجزاء الإنسان وهو النخاع الشوكيّ والذي يمتد على طولها، وبما أنّ الإنسان من هذا النوع من الكائنات الحيّة فإنّ له عموداً فقريّاً له وظائف هامّة في جسم الإنسان، هذا ويتكوّن العمود الفقريّ في الجسم من ثلاثة وثلاثين فقرة، حيث يسمى الفراغ الذي يقع النخاع الشوكيّ في داخله باسم النفق الفقريّ.
تتوزّع فقرات العمود الفقري في الإنسان على عدّة مجموعات مختلفة، حيث تسمّى المجموعة الأولى باسم الفقرات الرقبيّة وهي تتألّف من سبع فقرات، أما المجموعة الثانية وهي الأكبر فتدعى بمجموعة الفقرات الصدرية وهي تتكوّن من اثنتي عشرة فقرة، تليها الفقرات القطنيّة وهي عبارة عن خمس فقرات، ثم تأتي مجموعة العجز والتي تتكون من خمس فقرات أخرى، وأخيراً فقرات العصعص وهي أربع فقرات، وعندما ينظر شخص ما إلى العمود الفقري من الجانب فإنّه يرى ويشاهد أربعة انحناءات مختلفة هي: الانحناء العنقيّ من الأعلى وهو انحناء من النوع المحدّب، يليه الانحناء الصدري وهو من النوع المقعر، ثم يأتي انحناء قطني وهو محدب، وأخيراً الانحناء الحوضي وهو من النوع المقعر، وقد يصاب العمود الفقريّ للإنسان بعدد من التشوّهات المختلفة والانحناءات المرضيّة التي كانحناءه إلى جهة اليمين أو اليسار.
صحة العمود الفقري
للمحافظة على العمود الفقريّ في الإنسان سليماً معافىً، فقد وجب الاعتناء بوضعية الظهر خلال تأدية كافّة الأنشطة والاعمال التي يدأب الإنسان على تأديتها باستمرار، خاصة في وضعية الجلوس، كما يجب الانتباه عند رفع الأشياء خاصّة الثقيلة منها عن الأرض حيث يجب الاعتماد في هذه العملية على العضلات السفلية وليست عضلات الأطراف العلوية وعضلات الظهر، كما يجب أن تكون العينان في وضع أفقي أثناء كل من القراءة، أو تناول الطعام، أو الجلوس خلف مكتب العمل، ولا يجب أن تنثني الرقبة بشكل تام، حيث يجب أن يظلّ الرأس عالياً، بالإضافة إلى ذلك فإنه عند النوم يجب الحفاظ على هذه الانحناءات الطبيعية التي تتواجد في عمود الإنسان الفقري الأمر الذي يساعد على التقليل من الضغط الحاصل على عضلات الظهر في الجسم فالنوم على الظهر أو على البطن قد يزيدا من احتمالية ظهور الانحناءات المسبّبة للآلام المختلفة، كما وينصح عادة بالحفاظ على كتلة الإنسان ضمن الحدود الطبيعيّة، فزيادة الكتلة ضارّة جدّاً بكافّة النواحي.
كما أنّ الإنسان يحتوي على عمود فقري، فإن العديد من الكائنات الحية الأخرى تحتوي بدورها على أعمدة فقاريّة تناسب أجسادها، والفرق بين مختلف الأعمدة الفقرية في كافة أنواع الكائنات الحية الفقارية يكمن في اختلاف عدد الفقرات المكوّنة لهذه الأعمدة.
