جزيرة الفصح

جزيرة الفصح من الجزر الواقعة في الجهة الجنوبية للمحيط الهادي، وتتميز باحتوائها على أعداد كبيرة من التماثيل التي تعود لمئات السنين، حيث تبعد هذه الجزيرة مسافة تقدر بحوالي 3700 كيلومتر من الجهة الغربية لمدينة تشيلي الواقعة في أمريكا الجنوبية، والمساحة الكلية لجزيرة الفصح تصل لحوالي 122 كيلومترا مربعا، حيث يصل عدد سكانها لحوالي ألفين نسمة، وتتميز هذه الجزيرة بأنها على شكل مثلث.

تم اكتشاف هذه الجزيرة من قبل المستكشف الهولندي ياكوب روغيفين، وحدث ذلك في يوم عيد الفصح الخاص بالديانة المسيحية، ونسبة لهذا العيد تم إطلاق تسمية جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة على هذا المكان، وزار هذه الجزيرة العديد من الفرق في العام 1934م، كفريق البحث الفرنسي وفريق البحث البريطاني، وأشارت العديد من الدراسات والأبحاث بأن هذه الجزيرة كانت مسكونة من قبل أناس لم تعرف هويتهم وأصولهم، وكان ذلك قبل حوالي 4500 عام قبل الميلاد.

وعمل هؤلاء السكان ببناء الكثير من التماثيل ذات الحجم الكبير جدا، وورد في التاريخ أن كارثة عظيمة حلت في هذا المكان في العام 1689م، فتوقف هؤلاء السكان عن العمل في صناعة هذه التماثيل، ورحلوا جميعهم واختفوا ولم يعد لهم أي أثر، وبعد ذلك سكنها شعوب أخرى من عدة جزر أهمها جزيرة ماركيز الفرنسية، والتي تبعد مسافة تقدر بحوالي خمسة آلاف كيلومتر، من أجل أن يستقروا في الجهة الشمالية الغربية لجزيرة الفصح.

على الرغم من حجم الجزيرة الصغير إلا أنها تتميز بجمالها الطبيعي الخلاب، بالإضافة إلى تربتها الحجرية، ووجود العديد من البراكين الخامدة، كل هذه الأمور جعلت من هذه الجزيرة مكانا سياحيا مهما تزوره أعداد كبيرة من السائحين القادمين من مختلف أنحاء العالم، للتمتع بمشاهدة التماثيل والمعالم التاريخية المختلفة.

اعتمد سكان جزيرة الفصح على العديد من الأحجار والمعاول البدائية في نحت التماثيل من صخور البراكين الخامدة، بالإضافة إلى بناء هذه التماثيل على منصات بأماكن قريبة من المعابد الخاصة بهم، وعملوا على وضع بعض الأحجار ذوات اللون الأحمر والكبيرة الحجم على هيئة قبعات.

إلا أن هذه التماثيل تعرضت للتدمير خلال الحروب التي وقعت ما بين سكان هذه الجزيرة في القرن السابع عشر، ولم يتبق من هذه التماثيل غير خمسة عشر تمثالا تمكنوا من إعادتها إلى مكانها الأصلي، وجزيرة الفصح من الجزر الأكثر عزلة عن الكرة الأرضية مقارنة مع غيرها من الجزر .