اللبن غذاء العمر الطويل
عرف العرب اللبن قبل الغرب بزمن طويل، فقد كان سراً على الأوروبيين لا تعرفه سوى القصور الملكية ويذكر التاريخ لنا أنه عند إصابة فرنسوا الأول ملك فرنسا باضرابات هضمية تم وصف اللبن له كعلاج، فانتقل سرّ وطريقة صنع اللبن إلى بيوت العامة حتى أصبح شائعاً في جميع أنحاء المعمورة.
اكتشف العرب اللبن الرائب مصادفة، فقد كان الناس يضعون ما يحملونه من الحليب في أوعية تم صناعتها من معدة الأغنام، وبعد ذلك يبدأ الحليب بالتخمر بفعل بكتيريا اللبن ثم يتحوّل الحليب إلى حمض اللبن، مما يجعل طعمه مائلاً إلى الحموضة كلّما ازدادت الفترة الزمنية للتخمير، وقد انتشرت طريقه إعداد اللبن الرائب في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية.
يحتوي اللبن على نسبه عالية من الماء تصل إلى 80 % بالأضافة على احتوائه على البروتينات واللاكتوز وهو سكر اللبن، وتبلغ قيمة السعرات الحرارية في اللبن الزبادي كامل الدسم حوالي 140 سعر حراري، أما اللبن خفيف الدسم فتصل إلى 125 سعر حراري، ويفيد اللبن للأشخاص الذين يعانون من الحصيات في الكلى والمثانة فهو يفيد في اذابة الرمال البولية، وبسبب محتواه من اللاكتوز فهو مدر للبول حيث يغسل المجاري البولية، و يزيل بقايا الرواسب الرملية منها.
يحتوي اللبن أيضاً على الفيتامينات، مثل فيتامين (أ) و (ب) و (ث) و (د)، كما أنه غني بالكاليسوم حيث يحافظ على كثافة العظام والكتلة العضلية، كما أنّ حمض اللاكتيك الموجود باللبن الزبادي يجعل الكالسيوم الموجود في الطعام أكثر قابلية للامتصاص، ويتم وصف اللبن لمن يعانون من زيادة في اوزانهم، فهو يساعد في حرق الدهون المتواجدة في منطقة البطن، كما أنّه يفيد في حالات الأمساك فهو بذلك يغني عن تناول ادوية الملينات، كما يوصف اللبن للمصابين بالأرق فهو مريح للأعصاب وازاله التوتر والتشنجات.
كما يتم صنع أقنعة من اللبن للبشرة فاحتواء اللبن على حمض اللاكتيك يقوم بترطيب الجلد ويخلصها من الجفاف كما يكسبها النعومه والترطيب، حيث تمزج ملعقتين من اللبن مع ملعقة من عسل النحل ثم يفرد على الوجه حتى يجف، ثم يتم غسله بماء فاتر حيث يمنح البشرة الترطيب، ويجب علينا أن نفرّق بين اللبن الرائب والزبادي، فاللبن الرائب لا يحتوي على الزبدة ومصدر اللبن الرائب من لبن الجاموس، أمّا اللبن الزبادي فيتم تصنيعه بتخمير اللبن بفعل البكتيريا النافعة ومصدره من لبن البقر والماعز والأبل، ويحتوي اللبن الزبادي على بكتيريا تسمى بروبيوتيكس، تعمل على تقوية وتنمية جهاز المناعة لدى الأنسان وتحميه من الأصابة بالأمراض وتعفنات الأمعاء.