جدول المحتويات
علم البلاغة
هو أحد علوم اللّغة العربيّة، وله أهمية وفائدة كبيرة، ومن وظائفه إيصال الأفكار والمعاني بأكمل وجه، مع إضافة الجماليّات عليها لزيادة التأثير. يتفرّع علم البلاغة إلى ثلاثة فروع، وهي: علم البيان، وعلم المعاني، وعلم البديع.
علم البيان
وهو العلم اللّغوي الّذي يبحث في إيصال المعنى الواحد، أو الفكرة الواحدة بأكثرِ من أسلوب، وينقسم إلى أربع أقسام:
- التّشبيه: وهو إنشاء علاقة تَشابهٍ بين أمرين؛ وذلك لِوجود صفاتٍ مُشتركة بينهما، ويتشكّل التشبيه من أربعة أركان وهي: المشبّه، والمشبّه به، وأداة التّشبيه، ووجه الشّبه. في جملة: البنت كالزّهرة في جمالها، المشبّه هو البنت، والمشبّه به هو الزّهرة، وأداة التّشبيه هي الكاف، ووجه الشّبه هو الجمال، وفي حالة التّشبيه يزيد أحد الطّرفين في وجه التّشبيه عن الآخر، ففي الجملة السّابقة تزيد الزّهرة في جمالها عن البنت. يتفرّع التّشبيه كذلك إلى أنواع:
- تشبيهٌ تام: وهو التّشبيه الذي يحوي في تركيبه على كلّ أركان التّشبيه، مثل: البنت كالزّهرة في جمالها.
- تشبيهٌ مُؤكّد: وهو التّشبيه الذي حُذِف منه أداةُ التّشبيه، مثل: البنت زهرةٌ في جمالها.
- تشبيهٌ مُجمل: وهو التّشبيه الذي حُذِف منه وجه الشّبه، مثل: البنت كالزّهرة.
- تشبيهٌ بَليغ: وهو التّشبيه الذي حُذِف منه أداة التّشبيه ووجه الشّبه، مثال: البنت زهرة.
- تشبيهٌ تَمثيلي: وهو تشبيهُ صورةٍ بصورة، مثال: يبدو الطّفل وعيناه تترقرقان كالنّجمة المُتلألئة في السّماء السّوداء.
- الاستعارة: هو تشبيهٌ حُذِف أحد طرفيه، المشبّه أو المشبّه به، واللّذان يشترط وجودهما لِإتمام التّشبيه، وبغياب أحدهما تظهر استعارة، وهي نوعان:
- استعارة مَكنيّة: وهي التّركيب الّذي حُذِف منه المُشبّه به وذُكِرَ المشبّه، مثال: طار الخبر في المدينة؛ ففي هذه الجملة حُذف المشبّه به، وهو الطّائر الّذي شبّهنا الخبر به.
- استعارة تصريحية: وهي التّركيب الّذي حُذِف منه المشبّه ويصرّح بلفظ المشبّه به، مثال: حارب الأسد بشجاعةٍ في المعركة، ففي هذه الجملة شبّهنا الإنسان بالأسد، ولكنّنا لم نذكره بل ذكرنا المشبّه به وهو الأسد.
- الكناية: وهي الأسلوب الّذي نستخدمه عندما نلفظ أو نكتب معنىً ظاهراً لجملة ولكنّنا نريد به معنىً آخر، وهي أنواع:
- كناية عن صفة: وهو التّركيب الّذي نقصد فيه معنىً آخر لصفةٍ ما، مثال: أبي نظيفُ اليد، ففي هذه الجملة لا نعني أنّ أبي يغسل يديه باستمرار، بل نعني أنّه نزيهٌ وأمين.
- كناية عن موصوف: وهو التّركيب الّذي نستخدم فيه موصوفٌ عُرف بصفاته، وذاته، وعمله، مثال: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ )، فصاحب الحوت هنا هو سيّدنا يونس والّذي نعرف قصّته مع الحوت.
- كناية عن نسبة: وهو التّركيب الّذي نذكر فيه الصّفة ولكنّها تنسب إلى شيءٍ مُتّصل بالموصوف، مثال: الأمن يَعمّ حيث تكون الشّرطة، وهذا كنايةٌ عن نِسبَةِ الأمن إلى الشّرطة.
علم المعاني
وهو العلم الّذي يختص بالمعاني والتّراكيب، ويدلّنا على الاستخدام المناسب للّفظ المناسب؛ ليعبّر عن الموقف باحسن وأفضل صورة، ولا يَنْظر هذا العلم إلى التّراكيب المنفردة أو الجمل بشكلٍ جزئي، بل ينظر إلى النّصِ كاملاً؛ كونه تعبيراً لفظيّاً يَتَحدّثُ عن حدثٍ أو أمرٍ واحد.
علم البديع
وهو العلم الّذي يبحث في تحسين الكلام اللّفظي أو المعنوي، ويتفرّع إلى:
- الجناس: وهو تركيبٌ يحوي كلمتين تتشابهان في اللّفظ ولكن تختلفان في المعنى، وهو إمّا أنْ يكون جِناساً تامّاً، مثل: قال تعالى: (ويوم تقوم السّاعة يقسم الجرمون ما لبثوا غير ساعة) فالسّاعة والسّاعة تتشابهان تماماً في اللّفظ ولكنْ تختلفان في المعنى، أو قد يكون الجناس ناقصاً، مثل: قوله تعالى: (فأمّا اليتيم فلا تقهر * وأما السّائل فلا تنهر) فكلمتا تقهر وتنهر تتشابهان في اللّفظ ولكن لا تتطابقان تماماً.
- الطّباق: وهو التّركيب الّذي يجمع بين متضادّين في المعنى، مثل: يَتسابق اللّيل والنّهار.
- المقابلة: وهو التّركيب الّذي يجمع بين أكثرِ من لفظٍ ويقابله أكثر من لفظٍ مضادٍّ له، مثل: اتعب اليوم لترتاح غداً.