كم لغة في العالم

لقد احتاج الإنسان منذ نشأته إلى أن يتواصل مع الآخرين من بني جنسه، فقام الإنسان بحسب بعض النظريات إلى تطوير مهارته في التواصل باستخدام الأصوات المختلفة والتي تطورت شيئاً فشيئاً إلى وجود اللغات الأولى والتي انبثقت منها مختلف اللغات الموجودة في العالم حالياً، فاللغة عبارةٌ عن نظامٍ معقدٍ لا يمكن للإنسان إيجاده من العدم، فلا بد أنّه تطور بمراحل مختلفة.

مع مرور السنين تطورت اللغات بشكلٍ مستمر وبسرعةٍ كبيرةٍ جداً حتى وصلت إلى وقتنا الحالي بحسب التقديرات إلى ما يقارب السبعة آلاف لغةٍ حول العالم تسعون بالمئة منها مستخدمةٌ بما يقل عن مئة ألف شخص، و 150 -200 لغة مستخدمةٌ بما يزيد عن مليون شخص و46 لغةً يتحدثها شخصٌ واحدٌ فقط في العالم بأكمله، وتوجد حوالي 2200 من اللغات في العالم في أسيا فقط بينما تحتوي أوروبا على ما يقارب 260 لغةً فقط، وتقسّم اللغات في العادة إلى عائلاتٍ مختلفة بحسب أصولها المشتركة، وأمّا أكثر اللغة تحدثاً في العالم كلغةٍ أمّ أو كلغةٍ ثانية بحسب اليونسكو فهي اللغة المندرينية المستدمة في الصين وتايوان وسنغافورة والإنجليزية والإسبانية والهندية ومن ثمّ العربية، وتوجد في العالم ما يقارب 2500 لغة حول العالم مهدّدة بالانقراض بحسب اليونسكو أيضاً فحوالي ربع اللغات في العالم يتحث بها ما يقلّ عن 1000 شخص حول العالم، فإن لم يتمّ نقل هذه اللغات إلى الأجيال التالية فإنّها ستنقرض بالتالي.

أمّا بالنسبة للألِفباء الموجودة في اللغات فتعد اللاتينية والرومانية هي الأكثر استخداماً حول العالم في نظام الكتابة الموجود حالياً في العالم في اللغات المختلفة، وترجع أصولهما إلى الفينيقيين في شرق البحر الأبيض المتوسّط حوالي 1100 سنة قبل الميلاد بحيث تمّت تهيؤ هذه الأحرف من قبل اليونانون والتي قام الرومان بتكييفها من بعدهم أيضاً.

يعتبر تعلّم اللغات أحد الأمور المهمة والتي تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على حياة الإنسان الشخصية والعمليّة فقد أظهرت الإحصائيات أنّ ثلاثة أرباع العالم لا يعرفون تحدث الإنجليزية مطلقاً، فتساعد تعلم الغات الأخرى على إيجاد طريقةٍ أخرى للتواصل معهم، وقد أظهرت الدراسات أيضاً أنّ الأشخاص اللذين يتقنون لغاتٍ أخرى يملكون فرصةً أكبر للحصول على وظيفةٍ بنسبة 8%، وبالإضافة إلى الفوائد الأخرى المختلفة من تحسين قدرة الدماغ والذاكرة وغيرها، وفي الواقع يعدّ الأشخاص الكبار في السن أكثر قدرةً على تعلم اللغات الجديدة من الاطفال الصغار وذلك لامتلاكهم معجماً أوسع من المفردات والخبرة التي يستطيعون من خلالها تعلم اللغة بعكس الأطفال الذين نظنّ أنهم احسن وأفضل في تعلم اللغة وذلك لعدم وجود بديلٍ آخر أمامهم.