تستمرّ عمليّة الحمل عند أنثى الإنسان تسعة أشهر، وهي عمليّة منظمة ومترابطة ودقيقة جداً، تبدأ هذه العمليّة بدايةً بأن تكون الأنثى مستعدّةً للإخصاب، ويحصل ذلك تبعاً للدورة الدموية الشهريّة لديها؛ حيث تتمّ بانطلاق بويضة من أحد المبيضين لدى الأنثى، بويضة من كلّ مبيض على التّوالي شهرياً، حين تصل هذه البويضة لقناة فالوب في طريقها للرّحم تكون في وقت الإخصاب، فإذا حدث التزاوج الّذي يؤدّي لوجود حيوانات منوية في هذه القناة يحصل التخصيب بأن يخترق حيوان منوي واحد قشرة البويضة، الأمر الّذي يحفّزها لإفراز مادّة تجعل هذه القشرة صلبة فتمنع انغراس أيّ حيوان آخر.
وبعد هذه العمليّة تتحوّل البويضة من بويضة عادية إلى بويضة مخصّبة، وتكمل طريقها نحو الرحم، وحينما تصل إليه تنغرس فيه تدريجياً على مدى أسابيع حتى تصل إلى قلب الرحم وتستقرّ هناك متحوّلةً إلى جنين، يتغذّى هذا الجنين عبر الحبل السرّي بما ينتقل إليه من أمه، فتتكوّن أجهزته كلها ليصبح إنساناً ويبقى في طور الجنين حتى الولادة، والجنين هو الذي لا يستطيع أن يعيش منفرداً عن جسد الأم.
وإن لم تحصل البويضة على التخصيب وهي في قناة فالوب، فإنّها أيضا تكمل رحلتها نحو الرحم، ولكن حال وصولها إليها وانغراسها به، يتبيّن للرحم أنّها ليست مخصبة، فيقوم بقطع الغذاء عن جداره (جدار الرحم) الّذي عمل على تغذيته طوال الشهر ليجعله مستعدّاً لاستقبال البويضة المخصّبة، ونتيجة قلّة الغذاء تتمزّق بنية جدار الرحم، وتنزل على شكل قطع صغيرة جدا من اللحم مصحوبة بالدم، وتسمّى هذه العمليّة بالحيض.
ممّا سبق نستدلّ على أنّ تحديد الحمل من عدمه يتم بالاعتماد على حالة الدورة الدمويّة الشهرية في حال وجودها، فإنّ الحمل لم يتمّ، وفي حال عدم وجودها فإنّ هذا أكبر دليل على الحمل، ولكن لعدم وجود اللبس؛ لأنّ هناك أسباباً صحيّة قد تعمل على تأخّر الحيض فإنّ الاستدلال على الحمل أو عدمه يجب أن يتمّ بعد غياب الحيض لمدّة يومين أو أكثر، حينها يجب على المرأة التي تشكّ أنّها معرّضة للحمل أن تقوم باختبار الحمل المخبري أو اختبار الحمل المنزلي، وكلاهما يعمل على الكشف عن نسبة هرمون الحمل؛ حيث يعمل الأوّل على الكشف عن نسبة هذا الهرمون بالدم، بينما يعمل الآخر على الكشف عن نسبته في البول، ويجب على الأنثى الّتي تتأكّد من وجود الحمل البدء باتّباع الطرق ووسائل اللازمة للعناية به والحفاظ عليه حسب إرشادات الطبيب، أمّا الّتي تكتشف أنّ تأخّر الحيض ليس بسبب الحمل يجب عليها التقصّي عن السبب وراء هذا الأمر.