إنّ التّعامل مع الأطفال منذ ولادتهم ، يستلزم جهداً وطاقة كبيرتين من قبل الأم والأب ، فنومهم ومشربهم ومأكلهم ونظافتهم والعناية بصحتهم يستنزفون جُلّ وقت الوالدين ، وتزيد صعوبة التّعامل مع الطّفل الأوّل نتيجة لانعدام الخبرة في هذا الصدد ، ومن المسائل المرهقة فيما يتعلق بتربية الأطفال منذ ولادتهم وخلال فترة رضاعتهم هي مسألة الفطام .
الفطام هو بداية التحوّل في شكل تغذية الطفل إلى شكل آخر ، وتكون ببداية إعطائه بديلاً غذائيّاً عن حليب الأم بالإضافة إلى حليبها ، وليس الفطام هو التوقّف التّام عن إطعام الطّفل بالحليب الطبيعي من الأم ، وتبدأ عمليّة الفطام هذه منذ سن الأربعة شهور ثم يستمر الفطام التّدريجي بإنقاص كمية الرّضاعة الطبيعيّة والإستعاضة عنها بمصادر الغذاء الأخرى حتى التوقّف النّهائي عند إكمال الطّفل عاماً كاملاً من عمره أو حتى عامين في حالات قليلة متأخّرة أخرى ، وفي عمليّة الفطام يجب مراعاة ما يلي :
1.حتى سن أربعة شهور أو ستّة فان الطّعام المثالي للطفل هو حليب الأم لما يحتويه من عناصر غذائيّة متكاملة له ولما يحتويه حليب الأم الطبيعي من مكوّنات تساعد على تقوية وتنمية جهاز المناعة لدى الرضيع من الأمراض .
2.تجنّب البدء بالفطام خلال الصيف لكي يتم تجنب إمكانية إصابة الطّفل بالنّزلات المعويّة وكذلك الحرص على بدء الفطام بعد التأكّد من صحّة الطّفل وانه لا يعاني هزالاً أو ضعفاً أو مرضاً ما والحرص كذلك على التدرّج في الفطام لتجنّب أّية مشاكل وعيوب هضميّة قد يتعرض لها .
3.الحرص التّام على نظافة وتعقيم المصادر الغذائيّة الأخرى والتأكّد من خلوّها من المواد الحافظة ، وأن تكون خالية من النّكهة وسائلة خصوصاً في بداية الفطام .
4.إمداد الطّفل بشكل واحد من أشكال الطعام وبعد التأكّد من تقبّله له يتم الإنتقال إلى صنف آخر تدريجياً .
5.تجنّب الأطعمة المثلّجة والمنشّطة والمكسّرات والتركيز على الموز والبرتقال والتفاح ، والحرص على عدم إكراه الطفل على الطعام حتى لا تتكوّن علاقة كراهية فيما بينهما يصب حلّها فيما بعد .
6.يجب القيام بعمليّة الفطام تحت إشراف طبيب الأطفال التام أولاً وأخيراً .