كم سورة في جزء عم

قسم المصحف الشريف إلى ثلاثين جزءاً، يحتوي كل جزء من هذه الأجزاء على سور أو أجزاء من سور، حيث يعتبر الجزء الأخير من بين أجزاء القرآن كلها من أشهر الأجزاء، ويطلق عليه اسم جزء عمَّ، فجزء عمَّ إذا هو الجزء الثلاثون من أجزاء كتاب الله ـ عزَّ وجل ـ ، وقد أطلق عليه هذا الاسم بسبب أنّه ابتداً بسورة النبأ، التي ابتدأت بدورها بالآية الكريمة (عمَّ يتساءلون)، فأوّل كلمة من كلمات وعبارات هذا الجزء الخمسمئة وأربعة وستين كلمة هي (عمَّ).

يضمّ جزءُ عمَّ سبعة وثلاثين سورة قرآنيّة كريمة، أوَّل هذه السور هي سورة النبأ، وآخرها سورة الناس، والتي تعتبر السورة الأخيرة من سور القرآن العظيم، كما تتوزّع سور هذا الجزء بين السور المدنية والسور المكية، إلا أنّ السور المكية أكثر عدداً بكثير من السور المدنية، ففي هذا الجزء ثلاث سور مدنية فقط هي: البينة، والزلزلة، والنصر، في حين أنّ باقي السور مكية.

تمتاز سور جزء عمَّ بقصر آياتها، وجمال تعابيرها، فقد أعجزت هذه السور إلى جانب سور القرآن كله صناديد قريش، وبلغاء العرب من جمال التعابير، وحسن البلاغة، ومن أبرز سور هذا الجزء:

• سورة البروج: تتناول هذه السورة العظيمة قصة أصحاب الأخدود، وكيف ضحوا بأنفسهم في سبيل فكرتهم، وعقيدتهم، وإيمانهم، وكيف صمدوا في وجه معذبيهم، قال تعالى: "قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"، وفي هذه الآيات الكريمات مواساة وتسلية لكلّ أصحاب المبادئ والأفكار، وليس أتباع الديانات السماوية الثلاثة فقط، بل لكلّ من آمن بفكرة إنسانية وضحى لأجلها بالغالي والنفيس، هذا وتتضمّن هذه السورة العظيمة على العديد من الآيات الأخرى التي تدور في الفلك نفسه.
• سورة الضحى: تتضمّن هذه السورة آيات تفيض بالعطف والمحبة من رب العزة لرسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ففيها بشارات عظيمة لهذا الرسول الإنسان العظيم، فيكفي أنّ الله تعالى بشره بأنّه سوف يعطيه فيرضى، وأخبره الله تعالى أنّه لم يتركه عندما كان يتيماً، وأنّه هداه بعد سنين عديدة من مولده، وأنّه أغناه ولم يتركه محتاجاً لأحد، كما أوصى الله رسوله بأن يحنو على اليتامى، وأن يجيب السائلين، وأن يتذكّر دائماً نعم الله تعالى عليه.
• سورة الفيل: سجلت هذه السورة حدث هجوم أصحاب الفيل أبرهة وجيشه الجرار على الكعبة المشرفة في مكّة المكرمة، حيث حدثت هذه الموقعة في نفس العام الذي ولد فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كما سجّلت حماية الله تعالى لها بأن أرسل على المعتدين الطيور الأبابيل التي دمّرتهم وأنهتهم عن بكرة أبيهم.