أنزل الله القرآن الكريم على نبيّه مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم ليكون كتاب هداية ورحمة للبشريّة جمعاء، وقد انزله الله سُبحانهُ وتعالى باللغة العربيّة وهذا من تمام تشريف الله سُبحانهُ وتعالى للغة العربيّة بين سائر اللغات، لأنّ القرآن الكريم هوَ من اعظم الكتب السماوية التي أنزلها الله على أهل الأرض، وهوَ كتابٌ خالد بخلود هذهِ الأرض، لذا فنستنج منهُ خلود هذهِ اللغة التي حفظها الله بالقرآن الكريم من الضياع أو النسيان، ولفهم القرآن الكريم يجب على المُسلم أن يكون عالماً باللغة العربيّة أولاً، لأنّ فهم اللغة ومعرفة أسرار المعاني وتبعات الألفاظ يُعين بلا شكّ في فهم القُرآن الكريم ويُخرج الشخص من دائرة الحيرة وعدم الفهم، والفهم الصحيح للقرآن يجعل العبد على بيّنة من أمره، لأنّهُ قد فهِمَ المصدر الربّاني الأول في التشريع وهذا الفهم يكون من خلال تفسير القرآن أو ما يُسمّى بالتأويل.
تفسير القرآن وفهم معانيه هوَ فضل عظيم لا يؤتى إلّا لمن أراد اللهُ بهِ خيراً، ونعلم أنّ عبدالله بن عباس رضيَ الله عنه كانَ من أعلم الناس بكلام الله تعالى وقد كانَ لقبهً تُرجمان القُرآن لما اشتهر بهِ من قُدرةٍ على التفسير والتأويل، وقد اشتهر العديد من العُلماء فيما بعد ممن أنار الله بصيرته وقام بتفسير القُرآن الكريم كالإمام الطبريّ والقرطبي وابن كثير وغيرهم الكثير.
أهمية وفائدة علم التفسير
- فهم كلام الله عزَّ وجلّ والمُراد منه؛ وذلك لأنَّ القُرآن الكريم هوَ كلام الله سُبحانهُ وتعالى الذي هوَ المصدر الأوّل للتشريع الإسلاميّ وبدون فهم المصدر التشريعي الأساسي فلن يستقيم للمسلم معرفة تعاليم الدين بالشكل الذي ينبغي عليه حال المُسلم.
- معرفة التفسير يُفيد في استنباط الأحكام الفقهيّة من خلال الآيات، فالتفسير يضعك في قلب الآية ويقوم بتحليلها لك بحيث تستطيع الخروج بالرأي الفقهيّ السليم.
- يُبيّن لكَ الأيات الناسخة والمنسوخة من خلال فهمك للآيات اللاحقة زمنيّاً والتي نسخت ما قبلها تشريعاً أو حُكماً أو تلاوةً، وعلم معرفة الناسخ والمنسوخ من أكبر أبوب علوم القرآن التي أبدع فيها الإمام محمّد بن إدريس الشافعيّ رحمهُ الله تعالى.
- يُعين التفسير على حفظ القُرآن الكريم، لأنَّ الحفظ مع الفهم الواضح لآيات القرآن الكريم يجعلك قادراً على سرعة الحفظ مع تثبيت الحفظ لديك لأنّك تعلم ما تحفظهُ جيّداً.
- علم التفسير يلجأ بك إلى تعلّم بقيّة عُلوم اللغة ومعرفة ما هى اسباب النزول والمُتشابه والمُحكم من التنزيل.