وفيما يروى عن سبب نزولها فقد وردت ما هى اسباب عدة لذلك منها:
1)أن اليهود جاءوا إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- برفقة كعب بن الأشرف يسألونه فقالوا:يا محمد إذا كان الله قد خلق الخلق،فمن خلق الله؟فما كان من رسول الله -عليه احسن وأفضل الصلوات والتسليم-أن غضب أشد الغضب،فجاءه جبريل يهدؤه،وقال له:اخفض جناحك يا محمد،فنزل قوله تعالى (قل هو الله أحد).
)أن المشركين أرادوا أن يعرفوا ما حقيقة الإله الذي يعبده محمد،والذي جاء يبشر الناس بضرورة عبادته،فأرسلوا عامر بن الطفيل إلى رسول الله-عليه الصلاة والسلام- يسألوه على لسانه:إنك قد شققت عصانا وسببت آلهتناوخالفت دين آبائك،فإذا كنت فقيرا أغنيناك ، وإذا كنت مجنونا داويناك،وإذا أردت امرأة زوجناك، فرد عليهم رسول الله- عليه الصلاة والسلام- :إني لست بفقير ، ولا بمجنون ، ولا أردت منكم امرأة،أنا رسول الله إليكم لأدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته،فأرسلوا إليه عامر بن الطفيل مرة أخرى وسألوا على لسانه : بين لنا جنس معبودك،أمن ذهب هو أم من فضة،فأنزل الله على إثر هذه الحادثة سورة الإخلاص.
)أن النصارى أرادوا من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يصف لهم إلهه الذي يعبده وأن يبين لهم مما خلق-حاشا لله ذلك-،فقالوا له:صف لنا ربك أمن زبرجد هو أم من ياقوت،أم من ذهب،أم من فضة؟فقال لهم: إن ربي ليس من شيء لأنه خالق الأشياء،فنزل قوله تعالى( قل هو الله أحد) قالوا:هو واحد،وأنت واحد،فكيف ذلك؟ فقال لهم رسول الله:ليس كمثله شيء،ثم قالوا:زدنا من الصفة، فأجابهم (الله الصمد)،فسألوه:وما الصمد؟ فقال: هو الذي يصمد إليه الخلق في الحوائج،فقالواله:زدنا،فنزل قوله تعالى:( لم يلد)،( ولم يكن له كفوا أحد)،أي ليس له نظير من خلقه.
ولن نجد غرابة حين نقرأ عن مسميات هذه السورة،وعلاقة ذلك بما تحتويه من انفرادات وامتيازات عظيمة جعلتها تختص بكل هذه المكانة:
فهي تسمى بالسورة المذكرة؛لأنها تذكر العبد بضرورة التوحيد واستشعار ذلك في كل مناحي الحياة.
كما تسمى بسورة النور؛ذلك لأنها تضيء قلب صاحبها وتملؤه بصيرة وضياء،وقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم في ذلك-:(إن لكل شيء نورا،ونور القرآن قل هو الله أحد). لذلك،على المرء أن يضع نصب عينيه فهم هذه السورة جيدا،واستيعاب آياتها على الوجه الصحيح،كي ينال صاحبها فضلها،وليتخذ منها نهجا دائما في هذه الحياة.