بعد الثورة الصناعية التي شهدها العالم في القرن الماضي والتي ومع فوائدها الكبيرة جداً وتحسينها لحياة البشر بشكل عام إلّا أنّه كان لها العديد من الآثار السلبية أيضاً والتي تتركز في الأساس على مضارّها البيئية المختلفة، فالبيئة هي موطن جميع الكائنات الحية والمكان الذي تتفال فيه مع بعضها البعض، وإنّ أي خلل في المنظومة البيئية سيؤثر على جميع الكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية.
ولهذا ومع ازدياد الوعي البشري لأهمية وفائدة البيئة في العقود الأخيرة، وبعد الآثار التي شهدوها للإضرار بالبيئة كالآثار التي حدثت بعد الحب العالمية الأولى والثانية أو الأمراض التي حصلت بسبب توسع المدن الصناعية والتوسع العمراني على نقصان سلة الغذاء العالمي وموت أنواع مختلفة من الكائنات الحية وتشوهها ومن ضمنهم الإنسان، ظهرت العديد من المصطلحات الجديدة والحركات التي تدعم البيئة وتطالب بالحفاظ عليها ومن ضمنها حماية البيئة.
فحماية البيئة هي أحد الحركات الاجتماعية التي ظهرت في شتى أنحاء العالم بسبب المخاوف من الأضرار والمخاطر التي تتعرض لها الأرض وبيئتها بشتى أنواعها وتطالب بالحدّ من هذه المخاطر ومسبباتها والتوجه إلى مصادر أخرى للصناعة والطاقة وإيجاد الحلول النظيفة وحماية أنواع الكائنات الحية جميعها من أجل التخفيف وانقاص من أو القضاء على الظواهر التي حدثت نتيجة للتلوث الحاصل في البيئة والذي أدى إلى أضرار كبيرة أخرى كالاحتباس الحراري وثقب الأوزون وغيرها الكثير، ويكون شعار الجمعيات التي تقوم على حماية البيئة في العالم او الحركات المختلفة هو اللون الأخضر.
وتقوم فلسفة حماية البيئة والجمعيات المتبنية لهذه الفكرة على إيجاد الحلول المختلفة من أجل التقليل من التلوث والتي من ضمنها تقليل كمية النفايات عن طريق استهلاك كمية أقل منها باستهلاك الإنسان لاحتياجاته فقط والابتعاد عن المنتجات الأخرى التي تسبب الأذى للبيئة نتيجة تراكمها كالمواد البلاستيكية على سبيل المثال، بالإضافة إلى حماية الكائنات الحيّة المختلفة والحفاظ على المناطق الخضراء في العالم وزيادتها، وخصوصاً الكائنات المهددة بالانقراض نتيجة الصيد الجائر والتلوث الحاصل في المجتمع او نقصان المساحات الخضراء في العالم والذي أدّى إلى تهجير ملايين الكائنات الحية من مواطنها او القضاء عليها من أجل الزحف العمراني أو بسبب التلوث والظواهر المختلفة كالاحتباس الحراري الذي أدّى إلى ظاهرة التصحر.
أمّا أحد المشاكل وعيوب الأخرى والمهمّة جداً والتي يسعى الداعمون لحماية البيئة والحكومات المختلفة في العالم لإيجاد حلول لها هي مشكلة الطاقة والعمليات الصناعية المختلفة والتي تعتمد بشكل رئيسي في الوقت الحالي على الوقود الأحفوري والذي يسبب تلوثاً كبيراً في الجو، فتجري الأبحاث والدراسات من أجل التوصل إلى الحلول الأمثل من اجل استغلال الطاقة النظيفة والمتجددة كطاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية من أجل الحصول على الطاقة.