مقدمة
خلق الله الكون وأبدع في صنعه، وأصبح بالنسبة لنا عبارة عن مرسه الأمان الذي نحيه من خلاله، فالكون الواسع الذي حظينا به، كان لا بدّ لنا من إيجاد الطرق ووسائل الفاعلة من أجل حمايته بأكثر من طريقة ممكنة، مما يعزز من دور الإنسان بشكل صحيح، وطبيعتنا الإنسانية تميل للتخريب والتفكيك، وهذا أمر واجهنا مراراً وتكراراً، وحاولنا أن نتفاداه لكي تستمر الحياة على هذا الكوكب العظيم، إلّا أنّ يد العبث أبت أن تترك الكون بحاله، وباتت تحاول بكل الطرق ووسائل السيطرة عليه حتى لو كان في هذه السيطرة غباء إجتماعي عائد على البشر ككل بالدمار والتخريب.
طريقة حماية الطبيعة من التلوث
فالطبيعة التي من حولنا هي التي جعلتنا نشعر بلذة الحياة على هذه الأرض، ومنحتنا القدرة لنقوم بكل ما نريد بدون أن يكون هناك أي معيقات، فالطبيعة التي خلقها الله مقسمة إلى أكثر من شكل، فهناك السهول والوديان، والبحار والمحيطات والهواء والتربة وغيرها من الأشياء التي تحيط بنا، ونتنعم بجمالها ورونقها من وقت لآخر.
حديثنا اليوم سيدور عن التلوث في البيئة، وطريقة حمايتها بأي طريقة ممكنة، من خلال التصدي لهذا التلوث الجائر الذي قد يقضي على كوكب الأرض في زمن قياسي، وقد يضر بالأجيال القادمة التي يجب أن يكون لها الأولوية في كل شيء، فهم أبناءنا وأحفادنا الذين ولدناهم وبقوا في هذه الحياة بدون أي مستقبل ينعشهم، وينقذهم من الكوارث التي قد تلحق بهم، وكل شيء حولنا من تلوث ودمار وحروب، هو من صنع الإنسان في أخيه الإنسان، ولا يمكن أن نتصور حياتنا التي نعيشها خالية من هذه الملوثات، فقد اعتدنا عليها رغم أنّها تؤذينا بكل الطرق، ولحماية الطبيعة من التلوث علينا أن نقوم بالعديد من الطرق وخطوات التي تفيدنا في الانتهاء والتخلص من نسبة ولو قليلة من التلوث المحيط بنا ومن أهمها ما يلي:
عدم رمي النفايات في الشارع
فكثير من الأشخاص يفضلون رمي القمامة على باب المنزل، ولا يبالون بالتلوث الخطير الذي قد يلحق بالبيئة في حال تطور هذا الفعل، وليشمل جميع أفراد الحي، فالأولى منا أن نقوم برمي القاذورات الناتجة عن الأعمال المنزلية أو غيرها في الصندوق المخصص لها، والذي له غطاء كبير محكم الإغلاق حتى لا تصل إليه القطط أو الكلاب وتعمل على نثر القمامة في الشارع، وفي هذا العمل ناحيتين الأولى جمالية وتهدف الى بقاء الحي أو الشارع نظيفاً وخالياًمن القمامة، ومبدئياً وتقوم على نزع فكرة رمي النفايات من النوافذ أو على الباب في الشارع، فالشارع ملك للجميع للسكان المتواجدين فيه، والمارة وغيرهم الكثير، ولذلك فهي أولى الطرق وخطوات التي تهدف إلى زيادة الوعي في الفرد نفسه قبل أن ننشر فكرة الانتهاء والتخلص من التلوث في المجتمع ككل.
الابتعاد عن الرعي الجائر
ونعني بالرعي الجائر أن نترك الحيوانات ترعى في المراعي الخاصة بها، أو في المناطق الخضراء المخصصة لجلوس الأشخاص كالحدائق العامة أو المتنزهات وغيرها، وحقيقة الأمر أن هذه خطوة خطيرة جداً، تعمل على تدمير الغطاء الأخضر، والقضاء على المزروعات الصغيرة التي تجمل البيئة من جهة، وتعمل على إكمال دور المؤسسات الغذائية من جهة أخرى، والأولى أن يقوم المزارع بإحضار الطعام للحيوانات الخاصة به، أو نقلها لترعى بعيداً عن المناطق السكانية، لترعى على سبيل المثال على الحشائش وغيرها، وهذا قد يخفف قليلاً من التدمير الذي قد يلحق بالنبات، ويقلل من الروث الناتج عن هذه الحيوانات في المناطق المأهولة بالسكان من ناحية أخرى.
عدم قطع الأشجار
فالأشجار هي التي تمد الإنسان بالأكسجين الذي يعتبر أساس الحياة على هذا الكوكب، حيث تعمل الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتحويله في عملية البناء الضوئي إلى الأكسجين الذي تطلقه في الجو بديلاً عن الغاز السام، ليبقى الهواء نظيفاً ومنعشاً، والعمل على تدمير الأشجار وقطعها هو انتهاك حقيقي بحق الطبيعة، ويجب أن تتخذ الإجراءات الصارمة بحق هؤلاء الذين يستغلون البيئة في إشباع رغباتهم المالية، كالبناء والتعمير وغيرها، ولعلك لاحظت أن اجمل وافضل الفترات التي تقضيها في يومك هي تلك اللحظات التي تجلس بها بجوار الأشجار في الحدائق العامة تستنشق من خلالها الهواء النظيف الذي يجدد خلايا قلبك ويمدّك بالأكسجين النقي الذي يساعدك في توسيع رئتيك ويخفف من الضغط الواقع عليك نتيجة الأعمال أو أي شيء آخر.
الابتعاد عن مصادر التلوث
ومصادر التلوث كثيرة ومتعددة، قد تصل إلى حد أن تصيب الإنسان بالكثير من الأمراض الرئوية والقلبية والنفسية وما الى ذلك، فهي تساعد على تدمير البشرية بشكل لا يمكن تصديقه، خاصة إن كانت الملوثات ناتجة عن مواد إشعاعية أو نووية وغير ذلك، وقد تصل في حقيقة الأمر الى الموت إن لم نوقف هذه المهزلة التي تصيب الإنسان والنبات والهواء وكل ما يحيط بنا بالتلوث الكثير، وتعمل على إضعاف القدرة الإنسانية، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تدمير الحياة بشكل كلي على كوكب الأرض، ومن أهم الأمور التي يجب أن يقوم بها المنسقون أو المؤسسات التي ترعى حقوق الطبيعة، وتحافظ عليها إلى نقل مصادر التلوث من مصانع وغيرها الى المناطق الغير عامرة بالسكان، وتحذيرها من رمي المخلفات في مصارف المياه أو في مصادر المياه الجارية، لأن ذلك سيحلق بها الضرر في القريب العاجل، وتصبح في وقت قصير غير صالحة للاستعمال.
إعادة تدوير القمامة
فالدول الأجنبية التي تعمل على المحافظة على بيئتها تقوم بعمل مكبات كبيرة للنفايات، وهذه المكبات يكون كل مكب منها مخصص لمواد معينة، فهناك مكبات مخصصة للزجاج، وأخرى للأوراق، وثانية للكرتون أو البلاستيك وغيرها، وهذا ما يساعد المصانع المتخصصة بعمليات التدوير إلى إعادة تصنيع هذه المواد بما يحقق التوازن البيئي، ويخفف من حدة التلوث، وقد نصح العديد من المتخصصين بضرورة الانتهاء والتخلص من المواد البلاستيكية والاستغناء عنها بشكل كامل، لأنها مواد غير صحية في الاستخدام من جهة، ومن جهة أخرى يصعب التخلص منها، وتبقى كتعرف على ما هى بدون أن تتحلل في باطن الأرض في حال تم دفنها كما كان متبعاً في القدم، حيث كانوا يدفنون القمامة من أجل أن تتحلل في التربة، وكان هذا من أهم عوامل تدمير الغطاء النباتي، وتلوث التربة، ووصول التلوث إلى حد المياه الجوفية التي لم تسلم من بطش الإنسان.
عمل دورات للطلاب عن أهمية وفائدة الطبيعة
والمعروف أن طلاب المدارس والجامعات هم الجيل القادم الذي يجب أن يعتمد عليه للحفاظ على الطبيعة من التلوث، ولا يحصل هذا الأمر إلّا من خلال ندوات تحذيرية توضح أهمية وفائدة أن يكون الإنسان على وعي كامل بخطورة التلوث على البشرية ككل، وهذا الجيل هو أول من يصيبه هذا الضرر عندما يكبر ليجد كل شيء جميل حوله قد تدمر بفعل الإنسان الذي سبقه عن قلة وعي وثقافة، ويأتي دور الشباب في تنمية المجتمع، والحفاظ عليه والتقليل من الملوثات التي وصلت بالفعل إلى طبقات الجو العليا وعملت على تدمير طبقة الأوزون وألحقت بها ثقباً ينفذ المواد الإشعاعية الضارة التي تسببت في الفتك بملايين البشر من حول العالم.