تعريف ومعنى المؤسسة التربويّة
التربية: هي مصطلح يطلق على تنمية الشخصية وصقلها من جميع النواحي الاجتماعيّة، والنفسيّة، والعقليّة، بما يتناسب مع قيم الجماعة التي يعيش فيها الفرد، وهو مصطلح كبير لا يعتمد على جهة واحدة أو مؤسسة بعينها بل يتمّ حيثما وُجد متعلّم ومعلم وموقف تفاعلي بين الطرفين.
عملية التربية هي عملية استمرارية وتكاملة تظلّ مستمرّة بالأخذ والعطاء بين الفرد ومحيطه، وتبدأ التربية منذ ولادة الطفل وتستمرّ معه طيلة حياته، وقد تمّ إيجاد مؤسسات من قبل المجتمع تُعنى بعملية التنشئة السليمة للأفراد يُطلق عليها "مؤسسات التنشئة الاجتماعية"، وأهمّ هذه المؤسسات هي الأسرة والمدرسة إضافة إلى أقران الفرد ووسائل الإعلام، وفي مقالنا هذا سنسلّط الضوء على هذه المؤسسات.
أنواع المؤسّسات التربويّة
الأسرة
إنّ الأسرة هي المكان الأول الذي ينشأ فيه الطفل وتتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية التنشئة على عاتقها، بمعنى أنّها ستكون المؤسسة التي تحمل الدور الأساسي في تشكيل الشخصية التي يحملها الفرد وتحديد سلوكه، وتختلف الأسر في نوع التنشئة الذي تمارسه مع أولادها وقبل الحديث عن دور الأسرة التربويّّ يجدر وضع تعريف ومعنى لمؤسسة الأسرة، حيث تعرّف على أنّها النواة الأساسية لبناء المجتمع ويتمّ بناؤها بشكل رسميّ من خلال عقد الزواج، وقد تكون الأسرة ممتدّة أي تتكوّن من الأب، والأم، وأبناؤهما المتزوجون وغير المتزوجين، أو نوويّة أي تتكوّن من الأب والأم وأولادهما غير المتزوجين.
أمّا عن دور الأسرة التربويّّ فهي المكان الأول الذي يتعلم منه الطفل العادات والتقاليد وأسس السلوك الجيّد وآداب التعامل مع الآخرين، إضافة إلى طرق ووسائل التعبير عن النفس بشكل صحّي وسليم، وعلى الأسرة أن تمنح كل فرد فيها الفرصة الكافية من أجل تحقيق الطموحات والحاجات المختلفة، واحترامهم وإعطائهم حقوقهم حتّى ينشأ أفراد ذوي شخصيات سليمة ومنتجة وفعّالة للمجتمع.
المدرسة
هي المؤسسة الثانية التي تلعب دوراً كبيراً في تنشئة الطفل، ففيها يتعامل الطفل مع أكثر من فئة متمثلة بالمعلمين والزملاء في الصف وبالتالي يزداد نشاطه الاجتماعي والمهارات التي يكتسبها من أجل التواصل معهم، فتقوم المدرسة إذن بتوسيع دائرة الطفل الاجتماعية من خلال التقائه بالرفاق ومشاركتهم اللعب والتدريس، ويتعلّم قيماً ومهارات جديدة للتواصل الفعال القائم على احترام آرائهم والاستماع للآخرين عند التحدث وغيرها من القيم والاتجاهات التي يعكسها خلال تعامله مع المجتمع الخارجي، ويمكن أن نجمل واجبات المدرسىة فيما يتعلّق بدورها في تنشئة الطفل بالتالي:
- مساعدة الطفل على حل المشكلات التي تواجهه.
- مراعاة قدرات الطفل العقلية والجسدية في العملية التعليمية.
- تقديم الإرشاد المهني والتربويّ للطلاب في مختلف المراحل العمريّة.
الأقران
يمضي الكثير من الأطفال وقتاً كبيراً في التواجد مع أقرانهم، وهو أمر في غاية الأهمية وفائدة على الأهل التنبّه له ومتابعته، إذ قد يؤثّر الأقران على الطفل إمّا بالسلب أو الإيجاب، إيجاباً كأن يتعلم الطفل من رفقائه آداب الحديث أو الاهتمام بهواية مفيدة من باب التقليد والمحاكاة كالمطالعة أو السباحة وغيرها، وقد يؤثّرون سلباً كتعلّم الطفل الكلام البذيء أو التدخين وغيرها من السلوكات السلبية.
وسائل الإعلام
تعدّ وسائل الإعلام من الوسائل التربويّة الجاذبة للناس لما تقدمه من مواد تعليمية وثقافية متعددة كالسينما والمسرح كذلك يوجد وسائل إعلام مسموعة كالإذاعة أو مقروءة كالصحف، وهذه لها دور في بالنهوض بالمجتمع ثقافياً أو انهياره على حسب ما تقدمه من مواد، وعلى الأهل والجهات الرسمية بالدولة وضع جهات مختصة بالرقابة على هذه الوسائل لإنتاج أجيال واعية وذات كفاءة على مختلف الأصعدة.