إتفاقية سايكس بيكو

إتفاقية سايكس بيكو

اتفاقية سايكس بيكو جاءت هذه الاتفاقية في ظل أجواء دولية مكفهرة، ولكي تخدم مطالب مستجدة وطارئة، حيث كانت الحرب العالمية الأولى على أشدها، وحيث كان الرجل المريض ( العثمانيين) غارقين في سبات الفوضى والفساد والأمة مهزومة، وأقطاره تتزاحم على بناء تمزقه، وبات إرثه السياسي في مهب الريح . كان هذا الوصف هو الصفة الأشد ملائمة لحالة هذا الرجل المريض، حينما أخذت كل من بريطانيا وفرنسا تالبحث عن موطيء قدم لها داخل امبراطوريتهمن خلال تجاوز هذا الاستعصاء التاريخي وفق دور حيوي واستراتيجي يرتقي لمستوى طموح هؤلاء الحلفاء. ومن هنا يمكننا القول أنه كانهناك اتفاقاً ضمنياً فيما بينهما على تقاسم الغنائم وتبادل الأدوار في المناطق النفوذ فيه ، نفوذ لاتصنعه فضائل البشر وإنما عوامل أخرى هذه العوامل أتاحت الفرصةوهيئتها الظروف لوثيق ماجرى التوافق عليه في اتفاقية دولية أشرف على إعدادها وإخراجها لحيز الوجود كل من:(البريطاني السير سايكس والفرنسي جورج بيكو) في أواخر 1915، في حين جرى الاعلان عنها رسمياً والتوقيع عليها في ربيع 1916م. وكانت حقاً وصدقاً هذه الاتفاقية بمثابة الشاهد على مأتم الدولة العثمانية. أهم ما جاء في بنود الاتفاقية تقسيم دول الهلال الخصيب إلى (3)مناطق نفوذ وكالآتي: 1-المنطقة الزرقاءوتخضع للإدارة البريطانيةوتشمل العراق وعلى امتداد ساحل الخليج 2-المنطقة الحمراء وتخضع للإدارة الفرنسية وتشمل سوريا الداخلية والساحلية. 3-المنطقة السمراء وتخضع للإدارة الدولية وتشمل فلسطين ويكون ذلك وفقاًلاتفاق مسبق يتم فيه استشارة روسيا القيصرية وممثلي شريف مكة . ما يعنينا في هذه الاتفاقية ليس تفاصيل النصوص فيها،وما احتوته من استنباط في الجمل المؤثرةلأن الشعوب كانت مدركة للنوايا، والانتداب الموعود سيؤدي بالضرورة إلى التزامات متناقضة تقوض فيه الطموح والآمال المنشودة، وبالتالي بات واضحاً أن هذه الدول قد هضمت ما ابتلعت وبات لديها الآن شهية مفتوحة لالتهام ما تبقى من المناطق بما يحفل من أشكال المزعة التوسعية. مايعنينا حقاً الدور المستقبلي لهما في المنطقة والإدعاءبحقهما في ممارسة الوصاية الشرعية على شعوبها وتحويلها إلى مجتمعات عقيمة، غير أن قوة الإدراك القومي وانتشاره كانت حقيقية ومتاصلة في جميع فئاته، وبقيت هذه الرؤية رائجة للمفعمين بالامل، وهذا ما فوت الفرصة على ما اصطلح على تسميتهم بالورثة الشرعيين للعهد العثماني في التآلف مع شعوب المنطقة لأنهم مدركين أن هذا الدور الذي تتطلع كلا الدولتان للعبه في المنطقة لحقت به شبهة المؤامرة عليه وليس غنقاذه من براثن العثمانيين، وهنا يجدر بنا القول أن العثمانيين لربما في بعض الظروف كانو ضحايا تجربة صنعوها وصنعتهم، ولكن لسوء الحظ أن الأمة دفع ضرائب هذه الظروف ، ونقول أيضاً أن اتفاقية سايكس-بيكو لم تكن تحفل بالأطروحات المتفائلة تجاه شعوب المنطقة ، لأنها في الأصل كانت مصاغة من أجل إيهام هذه الشعوب وافتراضاتها الأساسية كانت خاطئة.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل