البحث عن العنف المدرسي
تنتشر مشكلة العنف المدرسي في العديد من المجتمعات الشرقية منها، والغربية، فهي ظاهرة لم تقتصر على ثقافة معينة، بل طالت حتى بعض المجتمعات المتحضرة في العديد من الدول في شتى أنحاء العالم.
العنف المدرسي ظاهرة مجتمعية، تختلف في همجيتها من مجتمع إلى آخر، فقد تبدأ من شرارة صغيرة لتتحول إلى مشكلة كبيرة ونتائج وخيمة، وهذا ما يعرقل العملية التعليمية، ويحدث فجوة عميقة بين المربيين، والطلاب. وفي هذا المقال سأتناول تعريف ومعنى العنف المدرسي، وجوانبه، وأنواعه، ومدى تأثيره على أركان العملية التعليمية.
تعريف ومعنى العنف المدرسي
عرف علماء النفس العنف المدرسي بأنه: كل فعل قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخرين، ويمكن أن يكون هذا الضرر جسدياً، كالضرب، أو نفسياً، كالشتم اللفظي، والسخرية.
لا يقتصر العنف المدرسي على العنف الواقع من المعلم على الطالب، بل هناك وجوه متعددة للعنف المدرسي تشمل عنفاً ممارسَاً من الطالب على المعلم، ومن الطالب على الإدارة المدرسية، والعنف بين الطلبة، وهو منتشر بشكل كبير وخصوصاً بين مدارس الذكور.
أنواع العنف المدرسي
- العنف الجسدي: يشمل هذا النوع من العنف الإيذاء الجسدي بعدة أشكال منها: الضرب بالأيدي، والدفع، والحرق، وبالأدوات الحادة، كالسكين، والمشرط، وغيرها من التصرفات الجسدية العدوانية والتي توجه بشكل مباشر للآخرين وتلحق ضرراً جسدياً بالغاً.
- العنف اللفظي: أو مايسمى بالعنف النفسي، وهو من أكثر أنواع العنف المجتمعي انتشاراً، فتوجيه الشتائم، والسخرية، والتحقير، والإهمال المتعمد من وجوه الأذى النفسي الذي يمارس على الأشخاص ويؤثر فيهم تأثيراً نفسياً مباشراً.
- القمع داخل الغرفة الصفية: ومنع الحوار، وطرح الأفكار، والنقاش خلال الدرس التعليمي، قد يؤدي إلى حدوث أَذى نفسي عميق، وهذا النوع من العنف يسمى بالعنف التواصلي.
- التحرش الجنسي بكافة أشكاله، يعتبر من أنواع العنف المدرسي، وأخطرها، إذ إن أيّ ضرر من هذا النوع من العنف قد يترك أثراً نفسياً عميقاً في نفس المتضرر وقد لا يستطيع نسيانه طوال حياته.