الذِّكر
فضَّل الله سبحانه وتعالى الإنسان على سائر المخلوقات بنِعمة الكلام، وجعل اللِّسان الآلة في تحقيق ذلك، وهو نعمةٌ عظيمةٌ إذا استُخدم في الخير، وقول المعروف، والإصلاح بين النَّاس، والذِّكر والتَّسبيح والتَّهليل والحمد لله تعالى؛ فيكون سببًا في بلوغ سعادةِ الدُّنيا، والمنازل العُلى في الجنّة، وذِكر الله، وترطيب اللِّسان بالأذكار التي وردت عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - من أعظم ما ينطق به اللِّسان من كلام. قال صلّى الله عليه وسلم: "مثلُ الذي يَذكُر ربَّه والذي لا يَذكُر ربَّه مَثَلُ الحيِّ والميِّت".
المداومة على ذِكر الله تعالى مُستحبَّةٌ في كلِّ الأوقات والأماكن، وعلى جميع الأحوال قِياماً، وقعوداً، ووقوفاً، وركوباً، ومن هذه الأذكار ما يلي: أذكار بعد الصَّلاة المكتوبة، وأذكار النوم والأحلام والاستيقاظ، وأذكار الرُّقية الشَّرعيّة من السِّحر والحسد والعين والمرض، وأذكار دخول الحمَّام والخروج منه، والوضوء، ودخول المنزل والخروج منه، وزيارة المريض، والرُّكوب، والطَّعام، وأذكار الصَّباح والمساء.
أذكار الصَّباح والمساء
من أذكار الصَّباح والمساء التي ثَبُتت عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته من بعده نذكر منها مجموعة مع ذِكر عددها ووقتها وأثرها في حياة المسلم:
- آية الكُرسي: بعد الفرائض وعند النَّوم.
- لا يقرب الشَّيطان قارئها أبدًا.
- آخر آيتيّن من سُورة البقرة: قبل النَّوم.
- تكفي قارئها من كافة الشُّرور والأذى مهما كان.
- سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة النَّاس: ثلاث مرَّات في الصَّباح وثلاث مرَّاتٍ في المساء.
- تحمي من كلِّ شيءٍ وأذى.
- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم: تُقال ثلاث مرَّاتٍ صباحًا ومثلهنّ مساءً.
- تحمي من يقولها من كلِّ ضررٍ، ولا يُصاب ببلاءٍ فجأةً، ولا يقدر شيءٌ على إلحاق الضَّرر به.
- أَعـوذُ بِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق: ثلاث مرَّاتٍ مساء.
- تُحصِّن المكان الذي يبيت فيه الإنسان أو ينزل فيه من كلِّ ضررٍ.
- اللهمّ إنّي أعوَذ بك من الهم والْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ: مرَّة في الصَّباح وأخرى في المساء.
- إذهاب الهمّ والغمّ، وتساعد على قضاء الدَّين.
- اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، اللَّهُمَ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ: مرَّة في الصَّباح ومرَّة في المساء.
- هذا الدُّعاء يُسمى سيد الاستغفار، وثواب من يقله دخول الجنّة.
المحافظة على أذكار الصَّباح والمساء
يُستحب المحافظة على أذكار الصَّباح والمساء؛ وذلك لما لها من أثرٍ على حياة المسلم اليومية، بالإضافة إلى المثوبة من الله تعالى، ومن فوائد المحافظة عليها ما يلي:
- طرد الشَّيطان الرَّجيم وقمعه.
- إرضاء الرحمن الرَّحيم باللُّجوء إليه، وطلب العون منه تعالى.
- إزالة ما يَلحق بالإنسان من الهمّ، والغمّ، والكدر، نتيجة ما يواجه من مشاكل وعيوب الحياة ومصاعبها ومصائبها.
- جلب الفرح والسُّرور إلى القلب، والشُّعور بالرَّاحة النَّفسية والطُمأنينة القلبيّة.
- التَّقوية الحِسيّة والفِعليّة للقلب والبدن معاً.
- إشراق الوجه بالنُّور الرَّبانيّ؛ نتيجة زيادة الإيمان في القلب والتَّوكل على الله في كلِّ أمر.
- جلب الرِّزق، ودفع الفقر والحاجة.
- الذِّكر للقلب مثل الماء للسَّمك، فكيف يكون حال السَّمك إذا فارق الماء؟! وهذا ملخص ما قاله شيخ الإسلام في الذِّكر.