تليف الجلد أو تصلب الجلد هو مرض مناعي مزمن، يؤدي هذا المرض إلى تليف الجلد، بسبب موت خلايا الجلد وتحولها إلى مواد شبيهة بالليف. وأيضاً يؤدي إلى جعل أجزاء من سطح الجلد صلبة، لذلك يسمى تصلب الجلد أيضاً. ويؤثر على الأوعية الدموية وأجزاء الجسم الداخلية، مثل القلب والرئتين والكلى وغيرها. وقد يكون هذا المرض فتاكاً في بعض الحالات.
هناك انواع لمرض تليف الجلد،منها تليف الجلد المحدود ويؤثر على اليدين والأذرع والوجه، ويسمى ايضا متلازمة كريست. والنوع الثاني من تصلب الجلد، هو تصلب الجلد الجهازي المنتشر، وفي هذا النوع يتطور المرض ليؤثر على مساحة كبيرة من الجلد، ويؤثر أيضا على بعض الأجزاء الداخلية، منها القلب والرئتين والكلى والمريء، وهذا النوع من تصلب الجلد خطير جدا، وقد يكون مميتا. وأيضاً هناك أنواع أخرى من التصلب الجهازي، ولكن لا تؤثر على الجلد، بل تؤثر على الأجزاء الداخلية من الجسم. وأنواع أخرى لا تؤثر إلا على الجلد، بدون التأثير ونتائج على الأجزاء الداخلية، مثل المورفيا أو مرض البقع الجلدية، وتصلب الجلد الخطي.
لم يعرف بعد سبب مرض تليف الجلد(تصلبه)، ولكنه يعد من الأمراض الوراثية. ولم تعرف بعد الجينات المسؤولة عن هذا المرض. ويؤثر المرض بشكل مباشر على الشعيرات الدموية الدقيقة، حيث يعمل على موت الخلايا البطانية للشعيرات الدموية. كما ويؤثر هذا المرض على الخلايا الملساء، ويعمل على الموت الذاتي للخلايا، وتستبدل هذه الخلايا الميتة بمادة الكولاجين ومواد ليفية أخرى.
يظهر على جلد الشخص المصاب أجزاء صلبة وملساء وعاجية اللون ، وهذه الأجزاء تجعل الجلد جافا. إلى الآن لا يوجد علاج و دواء محدد لمرض تليف الجلد؛ بسبب عدم معرفة السبب الحقيقي وراء هذا المرض، ولكن بالعلاجات المتوفرة يتم علاج و دواء مضاعفات هذا المرض. ويعتمد العلاج و دواء أيضاً على حالة المريض، فمثلا يعالج الأشخاص الذين يعانون من ظاهرة رينو، بأدوية تساعد على تدفق الدم إلى الأصابع مثل الدواء نيفيديبين، أو فيلوديبين، أو ديلتيازيم. ولأن مرض تليف الجلد مرض مناعي ذاتي، لذلك يستخدم الأطباء الأدوية المثبطة للمناعة لعلاج و دواء هذا المرض. وقد أستخدم الأطباء عدد من الأدوية لعلاج و دواء تليف الجلد، منها ديبنسيلامين وبوفا وكولشيسين، وقد أظهرت النتائج نجاحها بدرجات متفاوتة.