تطعيم شلل الاطفال

تطعيم شلل الاطفال

لقد اعتبرت طريقةُ التلقيح ضدّ هذا المرض طريقةً فعّالةً جداً في جانب الوقايةِ من شللِ الأطفال، ذلك أنّ كل من يتلقّى التّطعيم يتفادى الإصابةَ بهذا المرض، حتى انخفضت نسبةُ المشلولين منذ الطّفولة بشكلٍ حادٍّ في الكثير من دولِ العالم، ففي عام 1952م، كان العالم "جوناس سالك" الأمريكيّ الجنسية، قد أجرى أوّل اختبار على اكتشافِه الجديد، وهو اللقاح الأول من نوعِه ضد مرض شلل الأطفال، ليعرضَه على بشريّةِ العالم بعد ثلاث سنوات من اكتشافِه، أي في عام 1955، من خلال حقنِه في العضل، ولكنّ سرعان ما توصّل "ألبرت سابين" إلى طريقة التلقيح عن طريق قطرات الفم، وهو عبارة عن فيروس لشلل الأطفالِ الضّعيف، خلافاً لطريقة جوناس، وهي عبارة عن فيروس ميت للمرض، حتّى تم اعتماد لقاح ألبرت رسميّاً في عام1962م.

حيثُ يتم إعطاء الطّفل نقاطاً من هذا الفايروس الضّعيف من خلالِ الفم، فتتنشط مجموعة من الفايروسات داخلَ أحشائه فترةً من الوقت، مشكّلةً بذلك تقويةً للمناعة بشكلٍ كبير، ثم بعد ذلك تخرج من جسد الطفل مع البراز، وبفضل التحصين غير الفاعلِ في بعضِ المساحاتِ الجغرافيّة، فإن ذلك يعتبرُ ضامناً آخر للوقايةِ من الإصابةِ بالمرض.

أمّا شلل الأطفال الدوّار الناجم عن أخذِ اللّقاح كما عرّفوه بهذا الاسم، فإنه أخطر ما قد ينتُج عن هذه التطعيمات، وهو أن يتخذ الفايروس الذي استُخدمَ في التّطعيم، شكلاً جديداً قادراً أن يصيبَ الفرد بالشّلل الفعلي، بعدَ أن طرأت طفرات جينيّة على هذا الفايروس فبقي على قيد الحياة، وقد كانت المحاولةُ من المختصّين بهذا الأمر لمنع حدوث مثل هذا الخطرِ الجسيم، من خلالِ إعطاء الفردِ ثلاثِ جرعاتٍ من الجودةِ العاليةِ لهذا التطعيم.

وعلى مدارِ هذه الحقبِ الزمنية الطويلةِ فإنّ قضيةَ التطعيم ضد شلل الأطفال، قد مرّت بمراحل عديدةٍ من البحث والاستقصاءِ والتّحقيقِ والتّطوير، حتى يومنا هذا ومنذ اكتشافه، كان أهمّها مرحلة زرعِ فايروس لشللِ الأطفال بنسيجٍ بشريٍّ في إحدى المعامل الصّحية، قامَ بها البيب الأمريكيّ "جون أندروز" في مستشفى بوسطن، فقد أتاحت هذه الخطوة تيسير البحث والتطوير في عالم التطعيم، حتى منحَ هو وزميلٌ له جائزة نوبل في الطّب.

إن سلالات اللّقاح التي توصّل لها "سابين" أثبتت أنّها الأكثر أماناً، فبعد حقول التجارب التي أجريت بعضاً منها على الإنسان نفسه، وتجريب كافّة أنواع اللّقاحات الفموية والحقنية، أثيرت حولها الكثير من الشكوك بالتلوّث، وجعل الأفراد عرضةً للإصابةِ بالفيروس الفردي، وانتقال عدوى الشّلل حتى حدث في بعض الدّول الإفريقية مثل نيجيريا، أن ظهرت من جديدِ حالاتٍ متفشّية من شللِ الأطفال، تم التثّبت أنها كانت بسببِ ابتعاد السكّان عن شبهةِ الإصابةِ بالعقم إذا أعطوه لأطفالِهم، فجرى أن عادت حملات التّنظير للتطعيم ضدّ هذا المرضِ التي لابدّ منها، وقد شهدَ عام 2004 دحضاً لهذه التّهم، وانخفاضاً لعدد المصابين في أماكن متفرّقة من العالم.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل