الرسول
يُعرَّف الرسول لغةً على أنه ذلك الشخص المُرسل من قبل جهة معينة إلى شخص أو جهة معينين، بهدف إيصال رسالة يحملها من مرسِلِه. وقد اشتق تعريف ومعنى الرسول في مفهومه الديني من هذا التعريف، فالرسول هو ذلك الإنسان الذي اجتباه الله تعالى واصطفاه فحمَّله الرسالة الإلهية السامية التي تحمل في مضامينها قيم الرحمة والخير والتسامح، وأرسله إلى قومه لإرشادهم إلى طريق الرشاد، وتعريفهم بطريق الحق الواجب عليهم اتباعه حتى يسعدوا في الدنيا والآخرة.
الفرق بين الرسول والنبيّ
الرسول هو الإنسان المرسَل من عند الله تعالى والذي يحمل معه شرعاً جديداً، وهو الذي أمره الله بتبليغ هذا الشرع، أما النبي فيسير على طريق الرسول الذي سبقه من حيث التشريع، وقد اختلف المختصون في تحديد ما إذا كان النبي مأموراً بالتبليغ أم غير مأمور، غير أن الجميع اتفقوا على أن كلَّاً من النبي والرسول يوحى إليهما بوحي من السماء، أي أن جبريل –عليه السلام- يهبط على الأنبياء والرسل معاً، ومن هنا فقد تم تقعيد القاعدة العامة التي تفيد بأن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسول.
الرسل والأنبياء في القرآن الكريم
اختص الله تعالى عدداً من الرسل والأنبياء بذكرهم في القرآن الكريم لتعريف ومعنى جماعة المؤمنين بهم، ودعوتهم للاقتداء بهديهم، والسير على نهجهم المبارك الشريف، ومع أن عدد الأنبياء يفوق بمرات عدد مَن ذكروا في القرآن، إلا أنّ ذِكْرَ عدد محدود منهم –عليهم السلام- في الكتاب لم يأت من فراغ، بل هو لحكمة عظيمة تتمثل في أن الرسل والأنبياء الذين ذكروا في القرآن مروا بأحداث عظيمة ومهمة يجب على كل من آمن بالله تعالى واتبع طريقه أن يعلمها حتى يفلح في الدنيا والآخرة، فالقرآن الكريم بشكل عام، والقصص القرآني بشكل خاص لم ينزلهما الله تعالى للترفيه، أو الإمتاع، أو قصّ القصص، بل للعبرة والفائدة والعظة.
أولو العزم من الرسل
من بين رسل الله تعالى وأنبيائه الذين ذكروا في القرآن العظيم، هناك خمسة من الرسل الذين لاقوا كثيراً من أقوامهم، والذين أسهموا في إعادة صياغة التاريخ الإنساني كله وإلى أن تقوم الساعة، وهؤلاء الأنبياء هم من أُطلق عليهم في الدين الإسلامي اسم أولي العزم من الرسل، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد –عليهم الصلاة والسلام-.
ولم يقتصر تعظيم الله تعالى لأنبيائه ورسله على ذكرهم في القرآن الكريم فقط، أو على الإعلاء من شأنهم بأي وسيلة كانت، بل قرنهم بالدخول في الدين الإسلامي والارتداد عنه، فالإيمان بالرسل رابع أركان الإيمان، أما شتم أحد الأنبياء أو الرسل أو الانتقاص منهم –لا قدر الله- يعتبر مهلكة للفرد، ودماراً له.