الدولة الأموية
الدولة الأمويّة هي ثاني الدول الإسلامية التي حكمت بلاد العرب والمسلمين بعد دولة الخلافة الراشدة والتي ابتدأت منذ العام الحادي عشر الهجري بوفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وانتهت بتنازل الحسن بن علي بن أبي طالب -عليهما السلام- عن الخلافة لصالح الخليفة الأموي الأوّل معاوية بن أبي سفيان في العام الحادي والأربعين من الهجرة النبوية الشريفة.
الدولة الأموية استمرّت من العام الحادي والأربعين من الهجرة، وانتهت في العام مئة واثنين وثلاثين من الهجرة؛ أي إنّها استمرت قرابة الواحد وتسعين عاماً فقط، أما آخر الخلفاء الأمويين حكماً فهو مروان بن محمد والذي استمر حكمه لمدة ستة أعوام متتالية منذ عام مئة وستة وعشرين هجرية حتى عام مئة واثنين وثلاثين هجرية.
الأمويون
الأمويون هم عائلة قرشية، وقد سمّوا بذلك نسبة إلى أمية بن عبد شمس المكي القرشي، وهي أسرة عريقة وهامة سواءً في زمن الجاهلية أو في زمن الإسلام، وقد خرج منهم رجال عظماء خلّدهم التاريخ كذي النورين عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، والخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-.
مؤسس الدولة معاوية بن أبي سفيان كان قد أسلم في العهد النبوي الميمون، وقد ولّاه ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على بلاد الشام، واستمر في حكمه هذا إلى أن استشهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه-؛ حيث نشب الخلاف التاريخي المشهور بينه وبين الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام-، ولم ينته الخلاف إلا بعد استشهاد الإمام علي عندما حكم ابنه الحسن بن علي في عام الجماعة كما أسلفنا.
حدود الدولة الأموية
كانت الدولة الأموية أوسع الدول الإسلامية، فقد امتدت رقعتها من شرق الأرض إلى غربها، وقد اتخذت هذه الدولة من مدينة دمشق عاصمة رسمية لها، وقد وصلت إلى أقصى اتّساعٍ لها في عهد هشام بن عبد الملك؛ حيث وصلت الحدود آنذاك من الصين في الشرق إلى جنوب فرنسا في الغرب.
خلفاء بني أمية
ابتدأت الدولة الأموية بالخليفة معاوية بن سفيان، ثم تولّى الحكم ابنه يزيد بن معاوية، ثم ابنه معاوية بن يزيد، ثم انتقل الحكم إلى الأسرة المروانية الأموية فتولّى الحكم مروان بن الحكم، ثم عبد الملك بن مروان، ثم الوليد بن عبد الملك، ثم سليمان بن عبد الملك، ثم عمر بن العزيز، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك، ثم الوليد بن يزيد، فيزيد بن الوليد، فإبراهيم بن الوليد، وأخيراً مروان بن محمد، وبعد انتهاء الدولة الأموية في الشرق، تمّ إحياؤها في الغرب، وتحديداً في الأندلس على يد الخليفة عبد الرحمن الداخل.