مقدّمة
احتوى التّاريخ الإسلامي على كثيرٍ من الأحداث والمواقف التي تصدّى لتدوينها عددٌ من المؤرّخين المسلمين الذين أهمّتهم مسألة نقل خبر المسلمين الأوائل للأجيال القادمة، ولقد كان من حبّ كثيرٍ من المؤرّخين للتّاريخ الإسلامي أن أدخلوا فيه كثيرًا من الرّوايات التي لم يتسنّ التّأكد منها، فكان كثيرًا منهم ما يروي قصّة أو خبرًا بدون أن يكون له سند بقوله حدّثنا فلان أو بلغنا عن فلان، إلى جانب أنّ عدداً من المؤرّخين قد تأثّر بالوضع السّياسيّ في وقته. على الرّغم من الصعوبات التي واجهها المؤرّخ والقارئ الباحث عن الخبر الدقيق إلا أنّ كتب التّاريخ الإسلامي في معظمها تبقى كتباً خالدة يتبيّن قارئها الجهد الكبير الذي بذله من كتبها وسطّرها، وقد زخرت المكتبة الإسلاميّة بعددٍ كبير من كتب التّاريخ الإسلاميّ ونذكر من أهمّها :
أهمّ كتب التاريخ الإسلاميّ
كتاب تاريخ الرّسل والملوك
مؤلّف هذ الكتاب هو الإمام محمّد بن جرير الطّبريّ، وهو يؤرّخ للتّاريخ من بدأ الخلق إلى العهد الذي توفّي فيه كاتبه وتحديدًا سنة 310 هجريا أي في العصر العباسيّ، وقد عني في تأليفه عنايةً كبيرة حتّى أخرج لنا تحفةً تاريخيّة ظلّت حتّى وقتنا الحاضر مرجعًا للمؤرّخين والدّارسين المهتمّين بدراسة التّاريخ الإسلاميّ.
كتاب البداية والنّهاية
مؤلفه الإمام ابن كثير اسماعيل بن عمر الدمشقيّ، وهذا الكتاب يعدّ كذلك من أعظم الكتب الإسلاميّة في التّاريخ الإسلامي، وقد كتب فيه ابن كثير التّاريخ منذ خلق الأرض والسّموات وخلق آدم ثمّ ذكر فيه قصص الأنبياء ثمّ أحداث النّبوة والبعثة وأخبار الدّولة الإسلاميّة، وأخبار المعارك والفتوحات الإسلاميّة ثمّ أخيرًا ذكر فيه علامات و دلائل السّاعة والملاحم والفتن التي تكون في آخر الزمان، وقد انتهي التّاريخ عنده في سنة 767 هجريّة.
كتاب الكامل في التّاريخ
لابن الأثير، وهو كتاب تاريخيّ جامع كذلك ذكر فيه مؤلفه التّاريخ منذ بداية الزّمان إلى سنة 628 هجرية.
كتاب تاريخ الإسلام
للإمام الذّهبيّ، وهو من أجلّ الكتب التّاريخيّة حيث ركّز فيه مؤلّفه على ذكر طبقات المشهورين والعلماء حتّى ذكر تعريفًا لما يقارب أربعين ألف شخصيّة إسلاميّة عبر التّاريخ، وقد أرّخ فيه الإمام الذّهبيّ الحركة الفكريّة والثّقافيّة في الدّولة الإسلاميّة، وأبرز أساليب التّدريس والمناظرة وغير ذلك من السّمات والمظاهر التي كانت سائدة في عصره.
كتب أخرى
وأخيرًا هناك عددُ من الكتب التّاريخية المشهورة مثل: تاريخ ابن خلدون، وهو من الكتب التّاريخيّة المشهورة، وتاب الطّبقات لابن سعد، وكتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، وكتاب المنتظم من التّاريخ لابن الجوزيّ، وكتاب العواصم من القواصم لابن العربي وسير أعلام النبلاء للذهبيّ.