بعد وفاة الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم -، حكم العالم الإسلامي آنذاك خلفاء حاولوا الاقتداء بهدي الرسول الأعظم وبتعاليمه وأخلاقه وهم من عرفوا بالخلفاء الراشدين الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وبعد علي جاء ابن علي وفاطمة الزهراء وحفيد الرسول، فحكم هى مدة قليلة، ثم تنازل عن الحكم لصالح معاوية بن أبي سفيان، والذي حول الحكم من الخلافة إلى الملكية، معلناً انطلاق حقبة ثانية من حقب التاريخ الإسلامي وهي حقبة الأمويين أو الدولة الأموية، فهذه الدولة سادت وهيمنت على العالم الإسلامي أجمع، كما انها كنات تحكم على مساحات شاسعة وكبيرة جداً من هذا العالم، فقد كانت تمثل قوة عظمى آنذاك امتدت من أقفاصي الشرق إلى أقاصي الغرب، وذلك إلى أن جاء العام 750 ميلادية، ففي هذا العام تم إنهاء الدولة الأموية نهائياً واستبدلت بالدولة العباسية ( العاسيين ) والتي حكمت مدة طويلة جداً بعد الدولة الأموية، وهي تشكل الحقبة الثالثة من حقب التاريخ الإسلامي.
سمي العباسيون بذلك لأنهم سلالة تنحدر في أصلها من نسل العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه – عم الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، فقد أزاح العباسيون الأمويين عن الحكم واستلموا قيادة العالم الإسلامي مكانهم، مستعينين بكل من عادى الأمويين كالفرس، إضافة إلى تقربهم من الشيعة الذين عملوا أيضاً على خلخلة أساسات الدولة الأموية. في بداية تأسيس الدولة العباسية ، كانت الكوفة هي عاصمة الدولة ثم أصبحت الأنبار ثم بنيت مدينة بغداد والتي أصبحت العاصمة الرسمية لدولة بني العباس. حيث تميزت هذه المدينة بجمالها وروعتها وفنها وازدهارها وعلمها.
إقرأ أيضا : لماذا سميت الحجاز بهذا الإسم
لعبت السياسية التي اتخذت من الدين وسيلتها مجدداً دورها في إسقاط هذه الدولة العباسية، حيث أن من أهم ما هى اسباب سقوط دولة بني العباس، كثرة الفرق والمذاهب الدينية التي لكل منها طريقتها وأصولها والتي تسعى كل واحدة منها إلى إسقاط الدولة وفرض سيطرتها وهيمنتها هي على الدولة حتى تبث أفكارها الخاصة بها، كما أنه بدأت النزعات غير العربية بالظهور والتي جعلت غير العرب لا يفضلون أن يكون العرب هم حكامهم، فبدأت النزعات الانقسامية واستقلال الحكم بالظهور في العالم الإسلامي وكثرت الدول وشهد العالم الإسلامي زعزعة كبرى أدت إلى دخول القوى الأجنبية إلى العالم الاسلامي فهاجم الفرنجة العالم الإسلامي من الغرب تبعهم التتار من الشرق، مما أدى إلى سقوط الدولة العباسية نهائياً واندثارها وذلك في العام 1258 ميلادية، بعد سنوات طوال من الازدهار والعلم والثقافة والفنون والحضارة التي عمت أرجاء الدنيا.
