ما أقدم عاصمة في التاريخ

ما أقدم عاصمة في التاريخ

تعدّ عاصمة سوريا العربية دمشق ؛ هي أقدم عاصمة في التاريخ، وهي أقدم عاصمة مأهولة في العالم، وتعود نشوء مدينة دمشق إلى تسعة آلاف سنة قبل المسيح، ومسمى مدينة دمشق أنها ذات أصول كلدانية قديمة تعني الأرض الزاهرة أو الأرض المسقية. واشتهرت دمشق عبر مر التاريخ بغوطتها المروية بمياه نهر البردى، نتيجة الموقع الإستراتيجي لها.


وقد عثر على وثائق في مدينة دمشق نتيجة عمليات البحث والتنقيب بآثار إلى ما قبل العصر البرونزي، وآثار الإنسان القديم من فؤوس ومقاحف حجرية وغيرها من الأدوات الحجرية التي كان يستعملها الإنسان الحجري، ثم عثر على قرى ومستوطنات بدائية في منطقة تل الأسود، وكذلك أقدم مخازن للحبوب في العالم. وقد شهدت مدينة دمشق في هذا العصر تطور الحياة بدءاً من استخدام الحجر في بنائها وبناء الشوارع بالحجارة، التي عثر عليها في تل الغريقة. ودلّ على وجود نوع من الفن والحياة الاجتماعية متكاملة في مستوطنة تل الغريقة ومستوطة تل الأسود.


ومن ثم تحولت دمشق إلى دمشق الآرامية، بحوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حيث كون الآراميون ممالك متحالفة ؛ ساهم في اكساب دمشق أقدم أشكالها التي سميت ديماشقو، وقد شهدت دمشق في هذه الفترة بازدهار الزراعة وزيادة أعداد السكان، خاصة في منطقة سهل البقاع المجاورة لدمشق، وفي فترة القرن الثامن قبل الميلاد دخلت الامبراطورية الآشورية وحكمت البلاد، وساعدت في ازدهار دمشق، واعتبرت موقع للقواقل التجارية نحو الشرق والجنوب.


وفي عصر الخلافة الراشدة والأموية فتح خالد بن الوليد مدينة دمشق بعد ستة أشهر من الحصار، وأعطى أهلها الأمان والاستقرار حسب صك التسليم مع الملك سرجون بن منصور، ثم حدثت معركة اليرموك ليستقر فيها الحكم الملوكي ليتم تعيين معاوية بن أبي سفيان والياً على دمشق، وانتقال عاصمة البلاد اليها من أنطاكيا، وتسلم حكمها العديد من المماليك، الأمر الذي ساعد على ازدهار مدينة دمشق، وتقدمها في فنون العمارة والبناء، والازدهار الاقتصادي ؛ حيث بنيت الساحات العامة والأسواق وابواب المدينة ودار الإمارة التي شيدها خالد بن الوليد. وبنى الوليد الجامع الأموي المشهور المعروف في تزيينه بالفيسفسساء.


وخضعت بلاد الشام لفترة الحكم العباسي بعد انتصار العباسيون على المماليك في معركة الزاب، ولم تشهد المدينة أي تطور في عصر العباسيون سوى تعرضها للنهب والتدمير، واستذلال أهلها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية بين القيسية واليمانية. ولم يترك العباسيون أي أثر في هذه المدينة سوى قبة الخزنة التي بنيت في عهد محمد المهدي، وفي سوريا العثمانية، حيث لقبت بالشام الشريف ؛ لاهتمام العثمانيين بدمشق، حيث عمل السلطان سليم بترميم الجامع الأموي، وتنظيم الشؤون الادراية للولايه، ولم ينقص اهتمام العثماينين فيها فرمموا حي الصالحية، وشيدوا التكية السليمانية، ثم شهدت دمشق في القرن السابع عشر تطور تجاري فأصبحت ميناء بري للقوافل التجارية بين مختلف مناطق الدولة، واشتهرت بصناعة الأقمشة، وأصبحت مركز لتجمع قوافل الحجاج المسلمين. ومن أورع الأثار العربية في القرن الثامن عشر تشييد قصر العظم في عصر إسماعيل باشا العظم.


أما دمشق المعاصرة، عانت دمشق من ويلات الحرب العالمية الأولى، واجتاح الجوع والبطالة وموجات الهجرة في البلاد. أما في عصرنا اليوم اندلعت الأزمة السورية في مارس 2011، وشهدت دمشق مختلف الاحتجاجات، وعمت الفوضى في البلاد وعمليات تفجيرية كبركان دمشق وزلزال سوريا.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل