تعد الدولة العثمانية آخر دولة خلافة إسلامية، وهي دولة مرت في دورة حياة الدولة الطبيعية، وهي فترة الإنشاء والتأسيس ثم فترة القوة والازدهار ثم فترة الركود ففترة التهاوي والاضمحلال، وهي دولة كباقي الدول لها ما لها وعليها ما عليها، فهناك الإيجابيات وهناك السلبيات، ولكن الفترة الأخيرة تحديداً كانت السلبيات فيها أكثر من الإيجابيات، وهو ما أدى إلى تنامي المشاعر السلبية عند الناس البسطاء وعامة الشعب المسلم، ولكن وحتى في الفترة الأخيرة كان هناك بعض الإيجابيات منها وأشهرها، وقوف السلطان العثماني والذي يعد آخر سلطان فعلي حكم في الدولة العثمانية، وقوفه في وجه المخططات الصهيونية، حيث أنه في نهايات القرن الالتاسع عشر قام ثيودور هيرتزل بتأسيس الحركة الصهيونية العنصرية التي بدأت أطماعها تظهر في فلسطين كوطن قومي لليهود فيها، فمنع السلطان عبد الحميد الثاني – رحمه الله – المد الصهيوني من الوصول إلى فلسطين والاستيلاء عليها، حيث أنه قال أن فلسطين هي أرض لا ملك هو القرار بشأن التنازل عنها إذ إنها أرض ذات ملكية عامة نظراً لأهميتها عند المسلمين ففيها مسجدهم الأقصى أولى القبليتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم -.
بالنسبة لسقوط هذه الدولة التي امتدت على مدى 600 عام متتالية، فقد كان سقوطها مدوياً، وهي أيضاً مثار الجدل حتى زمننا هذا، فهناك من يؤيد هذه الدولة ومن يتمنى عوجتها، وهناك في الماقابل طائفة من الناس من يرون فيها رمزاً للظلم والمجازر تحديداً في نهايتها في نهايات القرن التاسع عشر، أما في الحقيقة فهي كأي دولة أخرى، فهناك إيجابيات لها أسهمت في بقائها لهذه الفترة الطويلة وهناك سلبيات أخرى سهلت وسرعت في سقوطها، فمن هذه الما هى اسباب الظلم وتنامي الشعور القومي التركي الذي أدى إلى ازدراء القوميات الأخرى وتحديداً القومية العربية، فظهر من يدعى جمال باشا السفاح، الذي نكل بالعرب وخصوصاً المثقفين منهم، إلى ذلك فقد كانت السلطة العثمانية في نهايتها على عكس بدايتها، سلطة متغولة تأكل أموال الناس بالباطل فانتشر الظلم وازداد عدد الفقراء في الدولة، مما أدى إلى استغلال أعداء الامة الذي كانوا يتربصون بهذه الدولة حتى يمزقوها ويفتتوها ويستولوا عليها، ففتكوا فيها ونكلوا بها، مما أدى إلى إنهائها رسمياً في العالم 1924 ميلادية.
ولكن مهما كانت الانتقادات الموجهة للدولة، فقد تركت هذه الدولة أثراً كبيراً في التاريخ، إضافة إلى أنها كانت تعد من أقوى الدول في وقت من الأوقات، كما أن الدول في زمانها كانت دولاً موحدة، مما زاد من قوتها وعزتها.