لقد بعث الله عز وجل رسوله صلّى الله عليه وسلّم إلى الأمة البشرية بأكملها ليقوم بهدايتها إلى طريق الحق الذي ابتعثه به الله عزّ وجلّ، فكان رسول الله خير من حمل هذه الرسالة وقام بإيصالها إلى الأمة جمعاء، وقد كان هدف الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو أن يقوم بإيصال رسالة الاسلام كاملة الى العالم، وعندما انتهت رسالة الاسلام واكتملت عرف بعض الصحابة أن موعد وفاته صلى الله عليه وسلم قد اقترب ومنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فعندما نزلت الآية الكريمة "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" والرسول صلّى الله عليه وسلّم واقف على عرفة في حجة الوداع بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعندما سؤاله عن ذلك قال إن في هذه الآية نعيٌ للرسول عليه الصلاة والسلام.
توفي الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للعام الحادي عشر من الهجرة في المدينة المنورة، وبالتحديد في بيت زوجته عائشة رضي الله عنها، فكان ابتداء مرضه الذي توفي به صلى الله عليه وسلم هو في أواخر شهر صفر من العام نفسه الذي توفي فيه فكان مرضه هو صداعاً مع حمىً شديدةٍ وهي ما جعلته يتألم بشكل كبيرٍ جداً ممّا أخر خروج جيش أسامة بن زيد إلى فلسطين ويقول البعض أنّ السبب في مرضه هو السم الذي دسته له المرأة في خيبر، وعندما اشتد الوجع عليه صلى الله عليه وسلم استأذن زوجاته في أن يطبب في بيت عائشة رضي الله عنها فأذِنّ له، فحمله إلى بيتها الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
إقرأ أيضا : متى توفي الرسول ومتى دفن و عمر وفاة الرسول
كانت أهم وصاياه صلى الله عليه وسلم عندما كان يلقى الصحابة هي " الصلاة، وما ملكت أيمانكم"، وعندما كان اليوم الذي توفي به عليه الصلاة والسلام والذي كان أظلم يومٍ مرّ منذ بدء الكون، كشف صلى الله عليه وسلم ستار حجر عائشة وتبسم وضحك وهو يرى صفوف المسلمين يقومون بالصلاة، فأراد أبو بكرٍ الرجوع إلى الخلف ظناً منه أن الرسول قد تعافى ويريد أن يصلي بهم وفرح المسلمون جميعهم بذلك، إلا أنّ الرسول أشار لهم بأن يكملوا صلاتهم، وعاد الرسول إلى حجر عائشة وطلب منها أن تعدّ له السواك ليستاك به فأعدته وأعطته إياه فاستاك به، ومن ثم أخذ يتمتم فسمعته عائشة رضي الله عنها يقول:" بل الرفيق الأعلى" وتوفي صلى الله عليه وسلم بعدها وهو مضّجعٌ في حجر أمّ المؤمنين عائشة.
