قوم ثمود هم قوم من الأقوام التي ورد ذكرهم في القرأن الكريم وهم قبيلة من قبائل العرب البائدة وسبب تسميتهم بقوم ثمود نسبةً الى جدهم ثمود كانت مساكنهم من الصخر والحجر وكانوا يسكنون مدائن صالح ويقال ان لهم ارتباط وثيق بمدينة البتراء في الأردن حيث وجدت ايضاً كتابات ثموديةٌ لهم في مصر والشام واليمن وهذا يدل على كبر حجم ومساحة مملكتهم في ذلك الوقت حيث ورد ذكرهم في القرأن بإكثر من موضع حيث قال الله تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ).
بعث الله نبيه صالح الى قوم ثمود والنبي صالح عليه السلام اسمه صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود . حيث دعاهم نبي الله صالح عليه السلام الى عبادة الله وحده وعدم الشرك به وقال الله تعالى( ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره )وقال تعالى ايضاً (وإلى ثَمُودَ أَخَاهُم صَالحِاً قَالَ يَا قَومِ اعبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ واسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوآ إِلَيْه إِنَّ رَبِي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ* قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَآ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) ولكنهم زادوا في عنادهم وكفرهم واستجاب قليل من قوم ثمود الى دعوته .وبدأو في ايذاء نبي الله صالح وبغضوا له اشد البغض وحاربوه . وطلبوا منه على سبيل الأعجاز لا الطلب ان يخرج ربه من هذه الصخرة ناقة لها مواصفات وصفوها له .فقال لهم هل ان اجبتكم طلبكم ان تؤمنوا بالله الواحد القهار فقالوا نعم نؤمن فأخذ عليه ميثاقاً بذلك وعندها دعا ربه أن يلبي طلبهم بأن يخرج من الصخرة ناقةً واستجاب الله لدعاء نبيه صالح عليه السلام واخرج من الصخرة ناقةً حسب ما وصفوها وعاينها قوم ثمود وهم قوم نبي الله صالح عليه السلام .وكان ذلك برهان من الله على قدرته واعجازه واستجاب لدعوته الكثير من قوم ثمود ولكن اكثرهم استمروأ على طغيانهم وكفرهم بالرغم من المعجرز التي ارسلها الله اليهم بأن اخرج ناقة لهم من الصخرة . وامرهم صالح ان تبقى هذه الناقة بينهم ويكون لها يوم للشرب من الماء ولهم يوم للشرب من الماء حيث قال الله عز وجل في محكم كتابه ( لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ) وأن لا يمسوها بسوء لانهم ان مسوها بسوء سيحل عليهم غضبٌ من الله عز وجل .وكان لبن هذه الناقة يكفي حاجتهم ويفيض .
وبعد ذلك اجتمع الكافرون من القوم وقرروا ان يقتلوا الناقة ويعقروها وولي بذلك رجل اسمه قدار بن سالف . حيث يقال ان امأتين من القوم اشترطت على من يحببن بالزواج منهن ان عقروا الناقة والمرأتين اسمهما الأولى صدوق بنت المحيا والثانية عنيزة بنت غنيم . فراقبوا الناقة حتى اقبلت وضربوها بسهم اصاب رجلها ومن ثم ضربها قدار بالسيف فصرخت صرخةً عاليةً مدويةً تحذر ابنها وفعلاً ذهب ابنها الى الجبل وغاب فيه أما الناقة فخرت صريعةً .وقال الله تعالى في محكم كتابة ( فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِم وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ المُرْسَلِينَ ).
وتحدوا صالح ان يأتيهم العذاب من ربهم وارادو قتل نبي الله صالخ عليه السلام إل ان الله نجا صالح عليه السلام من كيدهم ووقع كيدهم في نحرهم بأذن الله عز وجل .وقال لهم صالح (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) وبعد ذلك اصبحت وجوههم في اليوم الأول صفراء واليوم الثاني حمراء واليوم الثالث سوداء وبعدها اتتهم الصيحة من السماء ورجفةٌ قويةٌ من تحتهم ففاضت ارواحهم وزهقت انفسهم وقال الله تعالى ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِم جَاثِمِيْنَ* كَأَنْ لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُم أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ).