نبذة عن تاريخ الأندلس:
دولة الأندلس (إسبانيا)، أو ما كان يعرف بشبه الجزيرة الأيبيرية، هي إحدى دول العالم الإسلامي القديم، فتحها موسى بن نصير و طارق بن زياد وجماعة المسلمين آنذاك عام 92 هـ /711 م، حيث استمرَّ التواجد العربي والإسلاميُّ في الأندلس لمدة ثمانية قرون متتالية حتى عام 897 هـ / 1492 م، فخلال هذه القرون الطوال تعاقب على الأندلس فترات حكمٍ متتالية، بدأت بفترة الولاة، ثم نهوض الخلافة الأموية في الأندلس على يد عبد الرحمن الداخل، الهارب من المذابح والمجازر التي ارتكبها العباسيون بحقِّ الأمويين إقامةً لدولتهم العباسية، ثم تلت هذه الفترة فترة ملوك الطوائف، ثم دولة المرابطين ثم الموحدين ثم الدولة المرينية فمملكة غرناطة، التي تنازل عنها أبو عبدالله الصغير حاكم غرناطة في ذلك الوقت - وآخر حاكم عربيٍّ مسلمٍ في الأندلس - إلى فرناندو و إيزابيلا عام 1492هـ.
أهم المدن الأندلسيَّة:
من أهم المدن الأندلسية القديمة إشبيلية و غرناطة و قرطبة و طليطلة و مالقة و إشبيلية و جبل طارق.
غرناطة:
تُعدُّ غرناطة عاصمة إقليم غرناطة جنوبيَّ إسبانيا، أتت تسميتها بغرناطة بعد أن فتحها المسلمون، وأقاموا فيها قلعة غرناطة، إذ كانت تدعى قبل ذلك "إلبيرا". لغرناطة تاريخٌ مهم منذ أيام الأغريق، حيث أسسوا فيها مستعمرة، ثم تلا الحكم الإغريقيَّ الحكم الرومانيَّ فصكُّوا لها عملةً خاصةً لأنَّها كانت تعد جزءاً هامَّاً من هسبانيا، أما بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، استولى عليها القوط الغربيون الذين اهتموا بها كونها جزءٌ هامُّ من الدولة وخصوصاً من الناحية الدِّينية، ثم استطاعت الدَّولة الرُّومانية الشرقية استعادت المدينة، فبقيت بأيديهم قرناً من الزّمان.
بعد ذلك استطاع المسلمون فتح إسبانيا (الأندلس)، فحافظ المسلمون في غرناطة على ما تركه الرومان، كما طوَّروا فيها و أصلحوا، فأدخلوا أنظمةً زراعيةً جديدةً للحصول على محاصيل متنوعة. إلى أن عصفت النِّزاعات الداخلية بالخلافة الإسلامية بالأندلس، فدمِّرت المدينة ثم أُعيد بناؤها لاحقاً، ثم توالى عليها الزيريون فالموحدون، ثم جاء بنو الأحمر فأسسوا فيها الخلافة الإسلامية الأطول، حتى سقوطها عام 1492 هـ على يد فرناندو و إيزابيلا.
من أهم معالم مدينة غرناطة، قصر الحمراء الذي أسَّسه بنو الأحمر، والذي يتميز بموقعٍ خلَّاب وبناءٍ فريد من نوعه عالميَّاً، كما أنَّها تحتوي على جنة العريف وهي حدائق ملحقة بقصر الحمراء، إضافةً إلى كاتدرائية غرناطة والكنيسة الملكية.
الخلاصة: تعتبر غرناطة إحدى المدن الأندلسية العريقة، والتي سُلبت من أيدي العرب والمسلمين بطريقة تراجيدية قاسية، بسبب الإهمال وتضييع الأوطان والانشغال بالصراعات الداخلية والأمور الثانوية والمهاترات والطمع بالملك والحكم، عوضاً عن الاهتمام بما يحيق بالدولة من أخطار داخليةٍ وخارجيةٍ، مما يعطينا العبرة في عصرنا الحالي.