تعدّ الأردنّ ، وهي إحدى أهمّ الدوَل العربيّة وأهمّ مناطق الشرق الأوسط حاليّاً في مجال السياحة ؛ وذلك لما تحتويه من آثارٍ لأممٍ تعاقبت على هذا البلد الصغير بحجمه ، والكبير بالعراقة والأصالة.
ومن أبرز المُدن التي يلجأ إليها السيّاح من كافّة أنحاء العالم ، هي مدينة مادبا ، ومدينة مادبا إحدى المدن التي تقع جنوبيّ العاصمة الأردنيّة عمّان ، حيث تعني لفظة مادبا وهي لفظة آراميّة ( سريانيّة) ومركّبة من كلمتين ، هما : ميا د ايبا ، فالكلمة الأولى (ميا) وتعني المياه ، والكلمة الثانية (ايبا) وتعني الفاكهة ، وحرف الدال هو أداة الإضافة ، فعندها يكون معنى هذه الكلمة مياه الفاكهة.
وأمّا منطقة ماعين التي تقع في هذه المدينة العريقة الجميلة مادبا ، فهي تبعد عن مركز المدينة مادبا قرابة ( 8 كم) وفيها شلالات معدنيّة خلاّبة يقصدها السيّاح من كافّة أرجاء العالم طلباً للعلاج.
وتحتوي مياه شلالات أو حمامات ماعين العديد من العيون المائية الحارّة التي ترتفع درجة حرارة بعضها إلى ما يقرب من 60 درجة مئوية ، كما أنها تحوي عناصر معدنية كالصوديوم المذاب والكالسيوم وثاني أكسيد الكربون والغازات مثل الرادون ، وغير ذلك من العناصر التي تُكسِب هذِه المياه طاقة علاجيّة يقصدها السيّاح من كافّة أنحاء العالم.
وموقع الحمّامات يبعد عن محافظة مادبا قرابة 27 كم حيث تعتبر هذه المنطقة كونها قريبة من منطقة البحر الميّت والأغوار منطقة في غاية الإنخفاض ، حيث يصل انخفاضها إلى مائة وعشرين متراً تحت مستوى سطح البحر.
وتعتبر مياه حمّامات ماعين مياه طبيّة وعلاجيّة ، خصوصاً لمن يُعاني من أمراض المفاصل ، والالتهابات الجلديّة ، والصدفيّة ، وكذلك أمراض العظام المختلفة ، وفيها عيون كثيرة بدرجات حرارة متفاوتة .
أمّا مناخ حمّامات ماعين ، فهو مناخ حارّ صيفاً ، وجافّ في أثناء الصيف ، وذات مستوى مطري أقلّ من بقية المناطق في الأردن ، وتتميّز بوعورة الطرق ووسائل وصعوبتها كونها تقع بين أودية وجبال شاهقة نسبيّاً.
وتشهد المنطقة بشكل دائم توافد سياحي كبير ، وتعدّ من أبرز المناطق السياحيّة على خارطة مدينة مادبا ، وعلى مستوى الأردنّ والشرق الأوسط كذلك ، وهي مكان هادئ تَفِد إليه العائلات ، ويقصُدُه كثير من الراغبين في العلاج و دواء ، وكذلك للترويح عن النفس ، بالاستمتاع بالمناظر الخلاّبة للشلالات المتدفّقة والعيون الحارّة التي هي أعجوبة من عجائب المكان.