هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، هذا هو نسب نوح إلى أبيه آدم – عليهما السلام -، أمّا قوم نوح فنسبهم غير معروف فلم يذكروا في كتاب الله تعالى إلا باسم واحد وهو (قوم نوح) فقط، ولا توجد أية نتائج في محاولة الكشف عن هويتهم الحقيقية وأين كانت مساكنهم، إلا أنّ الغالبيّة يحصرون أماكن تواجدهم في قارة آسيا وتحديداً في بلاد الشام، أو العراق، أو تركيا، ولقد ورد في التوراة أنّ سفينة نوح رست بعد الطوفان على جبل آرارات في تركيا، وفي القرن التاسع عشر قام فريق من المتخصصين بستلّق هذا الجبل في محاولة منهم إلى أن يشاهدوا هذه السفينة ولكنهم فشلوا، فبرّروا عدم إيجادهم أي شيء إلى أنّ السفينة قد تكون طُمرت في بالثلوج.
في العصر الحديث ومع التطوّر العلمي الكبير، تمّ التقاط صور لنتوءات اعتُقد أنّها هي سفينة نوح، إلا أنّ هذه الصور لم تنل ذلك الترحيب من المختصين، فقد اعتبرت أنّها صور غير علميّة وبعيدة عن الواقع. أمّا في القرآن الكريم فقد ورد أنّ السفينة قد رست على الجودي، والجودي هو ذلك الجبل الذي يقع في جنوب شرق الأراضي التركيّة، على الحدود السوريّة العراقيّة، ومن هنا وإن كان هذا الجبل هو نفس الجبل الذي ورد ذكره في القرآن الكريم فمن الممكن أن يكون قوم نوح قد سكنوا العراق كما قال بعضهم إلّا أنّ الأمر يحتاج إلى تحقيق.
وردت قصة نوح – عليه السلام – عند كل الديانات، وهو من الرسل المقدسين عند الجميع، وهو أوّل رسول عرفته البشرية كلها، أرسله الله تعالى ليخرج الناس من الضلال الذي كانوا فيه إلى الرحمة الربانيّة. ولقد عانى نوح مع قومه، فمكث يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، ومدّة السنة هي ذاتها مدّة العام، إلا أنّه في حال ذكرت السنة تذكر معها صعوبة العيش والضنك، أمّا إن ذكر العام فإنّ هذا يدل على الراحة والرخاء. وهناك من قال أن نوحاً لبث يدعو قومه 950 سنة، حيث قالوا أنّ مدّة السنة الواحدة التي عاشها نوح – عليه السلام – هي ذات المدّة التي نعرفها نحن في يومنا هذا، وهناك من قال أنّ السنة الواحدة في تعريف ومعنى أهل ذلك الزمان أقصر ممّا نعرفه نحن الآن.
لم تُذكر قصة نوح في الديانات فقط، بل ذُكرت عند كل العقائد القديمة، فقد عرفت الحضارات القديمة، حتى تلك التي لا تدين بأية ديانة توحيدية قصة نوح، لهذا السبب فقد دخل إلى هذه القصة العديد من الخرافات والأساطير، فعدد من ردّدوها كبير جداً أكبر من أن يُحصى.