البكتريا من حولنا توجد بآلاف الأنواع ، ومعظمها يكون غير ضار أو يقوم الجسم بالقضاء عليه بشكل سهل عند محاولة مهاجمته ، ومن أنواع تلك البكتيريا هناك الإي كولا ، وهي سلالة كثير الأنواع وأغلبها يكون غير ضار ، وتتواجد تلك البكتريا في معدة الكائنات الحية من الإنسان والحيوان ، وتسمى لذلك البكتريا المعوية . والنوع الضار الذي يهاجم الإنسان يعمل على إفراز سموم تهاجم الأغشية المبطنة للأمعاء الدقيقة ، كما تسبب الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة ، في أغلب الإصابات لذوي الصحة الجيدة من البالغين لا يأخذ العلاج و دواء أكثر من إسبوع ، ولكن يمكن أن تتقدم الحالة وتصبح خطيرة في بعض الحالات ، مثل الأطفال ، والمصابين بالشيخوخة ، والمصابين بأمراض نقص المناعة مثل الإيدز ، والمصابين بأنواع من السرطان تستدعي تناول العقاقير للعلاج و دواء مما يؤدي إلى إضعاف جهازهم المناعي . حيث لا تتوقف الأعراض عند التقلصات والإسهال الحاد الذي ربما يصاحبه نزيف دموي ، بل يمتد إلى الفشل في وظائف الكلى وقد يؤدي إلى الوفاة .
إن مسببات الإي كولا لا تتجاوز الأطعمة والمياه الملوثة ، حيث أن المصابين غالباً ما يكونوا قد تعرضوا إلى أطعمة أو منتجات ألبان ملوثة بالإيكولا ، ومن أهم مصادر العدوى اللحوم المفرومة ، حيث تكمن البكتريا في داخل اللحم أثناء الفرم على عكس شرائح اللحم التي يتم تسويتها من الخارج ، كما يمكن لشرب الحليب وهو غير مغلي جيداً أن يسبب الإي كولا ، وذلك لأن البكتريايمكن أن تنتقل عن طريق تواجدها على ضرع الأبقار ، كما يمكن أن يتلوث اللبن عن طريق الأدوات المستخدمة في الحلب والتخزين والنقل . هذا وتخرج بكتريا الإي كولا من الجسم عن طريق البراز ، لذلك فإنّ المياه الملوثة بالبراز سواء من الإنسان أو الحيوان تعد من أشد عوامل الخطورة ، خاصة مياه الري التي يمكن أن تسبب انتقال العدوى عن طريق بعض النباتات والخضروات التي تؤكل دون طهي . كما يمكن أن تنتقل الإي يكولا من شخص إلى آخر بسبب عادات النظافة الشخصية وعدم الإهتمام بغسل الأيدي .
و للوقاية من الإي كولا يجب تجنب بعض الأطعمة غير موثوقة المصدر ، مثل اللحم المفروم ، والبرجر غير مكتمل النضج واللحوم الحمراء غير مكتملة النضج . كذلك يجب الإهتمام بغلي اللبن جيداً قبل الشرب ويفضل شرب اللبن المعقم . والإهتمام بغسل الخضروات والفواكه بواسطة فرشاة معدة لهذا الغرض .
