أنعم الله على كوكبنا بوجود الغلاف الجوي الذي يغلّفه ويحميه، وهذا الغلاف عبارة عن غلاف غازي مكون من مزيج من الغازات، مثبّت حول الكرة الأرضية بفعل جاذبيتها، وهذا الغلاف هو ما يحمي كوكبنا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تصله من الشمس، كما يعمل أيضاً على تنظيم توزع الضوء على سطح الأرض، وهو كذلك يحتوي على الغازات الضرورية للحياة على وجه الأرض، وأهمها غاز الأوكسجين الذي يشكل مصدر حياة الكائنات الحية، وغاز النيتروجين الذي تستفيد منه بعض في تغذيتها، وغاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من تنفس الكائنات الحية والذي تعتمد عليه النباتات في عملية البناء الضوئي، وهنالك الكثير من الغازات مثل: النيون، الآرغون، الهيدروجين والهيليوم.
يغلب على تكوين الغلاف الجوي غاز النيتروجين بحيث يشكل ما نسبته 78%، ويليه غاز الأوكسجين ويشكل ما نسبته 21% من الغلاف الجوي، وهنالك أيضاً الكثير من الغازات الموجودة فيه لكنها بنسب ضئيلة مقارنةً بغازي النيتروجين والأوكسجين، مثل: الآرغون، ثاني أكسيد الكربون، بخار الماء، النيون، الزينون، وغازي الهيليوم والهيدروجين.
كما ذكرنا سابقاً إنّ غازات الغلاف الجوي مهمة جداً بالنسبة لنا، ويمكننا الإستفادة منها في الكثير من الأمور في حياتنا اليومية، فهي تدخل في الكثير من الإستخدامات، مثلاً: يتم استخدام غاز الهيليوم في الكثير من المجالات، مثل: تبريد الأجهزة المغناطيسية، صناعة رقائق السيليكون والجرمانيوم، كما يتم استخدامه في كشف التسريبات في عملية الإنتشار الغازي أثناء تخصيب اليورانيوم لتصنيع القنبلة الذرية، ويتم خلطه مع الأكسجين وملئ اسطوانات الغواصين لمنع التسمم الأكسجيني، ويتم استخدامه أيضاً في ملئ السفن الهوائية والمناطيد لكن ما يهمنا هنا هو استخدام الهيليوم في المناطيد، فتعرف ما هو السبب وراء اختيار غاز الهيليوم لملئ المناطيد؟
لماذا يُستخدم غاز الهيليوم في المناطيد
يتميز غاز الهيليوم بالكثير من الصفات التي تجعل منه الغاز المناسب لملئ البالونات الضحمة والمناطيد، فهو ثاني أخف غاز، وهو أخف من الهواء المحيط به، وهو كذلك عديم اللون والرائحة والمذاق مما يجعل منه غاز عديم السمية، لكن من الجدير بالذكر هنا أن غاز الهيليوم خطر على الإنسان عند استنشاقه لأنه يحل محل الأكسجين بسبب خفته وقلة كثافته، وكذلك يعتبر الهيليوم من الغازات الغير قابلة للاشتعال فهو لا يحترق ولا ينفجر، وعلى الرغم من غاز الهيدروجين أخف من الهيليوم إلا أنه لا يتم استعماله في ملئ المناطيد وذلك بسبب قابليته للاشتعال، ففي بداية اختراع المناطيد كان يتم ملؤها بالهيدروجين لأنه أخف غاز، لكن انفجر أحد هذه المناطيد بسبب شرارة حدثت في داخله وأدت إلى اشتعال الهيدروجين الموجود في المنطاد وكان ذلك قد تسبب بكارثة كبيرة.