توالت الدراسات المتعلقة بأساسيات الكون ومكوناته ولبناته التي تشكل منها، فقد وضع العلماء تصوراً مبدئياً، وذلك عن طريق افتراض أنَّ كل ما في هذا الكون يتكون من أجسام صغيرة جداً، أطلقوا عليها اسم الجسيمات الأساسية، وافترضوا أنَّ هذه الجسيمات هي الأساس الذي نشأت منه الحياة، بحيث تكون هذه الجسيمات هي الجسيمات الأصغر في هذا الكون التي يتكون منها كل شئ في حين أنَّها لا تتكون هي من أي شئ، بعبارة أخرى لا يوجد تعرف ما هو أصغر من هذه الجسيمات الأساسية.
من الجسيمات التي تعد جسيماً أساسياً النيوترون، حيث تم تصنيف النيوترون في البداية ضمن الجسيمات الأساسية، إلا أنَّه ومع مرور الزمن تم تغيير هذه الحقيقة. بعد دراسات معمقة أجريت على النيوترون تم التوصل إلى حقيقة أن عمر النيوترون يقترب من الربع ساعة لينقسم بعدها إلى بروتون موجب الشحنة وإلكترون سالب الشحنة.
النيوترون هو جسيم اكتشف في وقت متأخر وذلك لعدم إمكانية اكتشافه بسهوله، نظراً لعدم ظهور الشحنة عليه، لذلك يعد النيوترون جسيماً متعادل الشحنة.
يعود اكتشاف النيوترونات إلى ما قبل الثمانين عاماً من الآن، على يد العالم جيمس شادويك، البريطاني الأصل. فقد أدّى اكتشاف النظائر إلى لفت النظر إلى وجود أجسام في الذرة تحمل كتل مختلفة بسبب الاختلاف في أعداد النيوترونات مما يؤدي إلى اختلاف في الكتل الذرية، فالنظائر هي العناصر الكيميائية المتساوية في عددها الذري والتي تحمل كلٌّ منها كتلة كيميائية خاصة فيها، بحيث تكون النظائر متشابهة في خصائصها الكيميائية، ولكنها في نفس الوقت مختلفة اختلافاً كبيراً في خصائصها الفيزيائية.
تتساوى كتلة النيوترون مع كتلة البروتون، ولكن عند المقارنة بين كتلتي النيوترون والإلكترون، فإننا نجد أنَّ كتلة النيوترون تزيد بحوالي ألفٍ وثمانمئة ضعف عن كتلة الإلكترون.
أدى اكتشاف النيوترونات إلى ثورات علمية هائلة، إذ تستطيع النيوترونات بسبب عدم وجود شحنة معينة عليها ( متعادلة الشحنة )، الوصول إلى عدة أبعاد أكثر من تلك الأبعاد التي تستطيع البروتونات والنيوترونات الوصول إليها، هذا عدا عن أنَّها تستطيع التصرف كالأمواج.
من أشهر التطبيقات العملية على استخدام النيوترونات العملية في مختلف المجالات كالطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والأسلحة وخصوصاً النووية منها والمساعدة في عمليات اكتشاف النفط وغيرها من المجالات الهامة المهمة، من أشهر التطبيقات على ذلك استخدام أجهزة قذف النيوترونات، حيث تستطيع هذه الأجهزة إنتاج النيوترونات عن طريق عدة طرق ووسائل وتقنيات، بحيث تعتمد كمية النيوترونات المقذوفة على عدة متغيرات منها التعليمات الحكومية وحجم الجهاز أو المصدر النيوتروني و معدل المقذوفات وأخيراً التكلفة.