كل تشريعات الإسلام التي أنزلها الله تعالى جاءت لصلاح المسلم في الدُنيا، ولراحته ولتمام صحته، ولإتمام الراحة النفسية والجسدية، سواءً وَعى المسلم هذه الفوائد أو أثبتها علميًا أو لم يثبتها، ولكن مع مرور السنين وتقدم العلم يتمّ الاكتشاف شيئًا فشيئًا أنّ التعاليم الدقيقة التي وضعها الإسلام في الأكل والشرب وطريقة الذبح وطريقة الأكل والوصايا بالأطعمة المباركة وغيرها، كلّها لها تأثير ونتائج صحي بالغ أثبت عن بعضها.
وأهمّ عنصر في الغذاء هو البروتين، وأهمّ عنصر غني بالبروتينات هي اللحوم بكل أنواعها، ولطريقة ذبح الحيوانات التي تؤكل لحومها طريقة خاصةً نصّ عليها الشرع وما دونها يكون باطل أكله، لذا نجد على العديد من اللحوم المعلبة والمثلجة مكتوب عليها حلال أو ذبح بطريقة حلال.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أحلّت لنا ميتتان ودمان، أمّا الميتتان فالحوت والجراد، وأمّا الدمان فالكبد والطحال"، فقد حرّم الله تعالى أكل أيّ ميتة لم يذكر اسم الله عليها ولم تذبح بالطريقة الإسلامية، إلّا ميتتان وهما الحوت أي الأسماك والجراد، وأيضًا حرّم كل عضو أو ميتة متحبس فيه الدم إلّا الدم المتبقي في بعض العروق إلّا دمان وهما الطحال والكبد.
وهناك حكمة بالغة من تحريم الميتة، وجاء لها أدلة كثيرة في القرآن الكريم فقد قال الله تعالى: "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "، والميتة هي ما فارقت الحياة دون تذكيتها بالطريقة الشرعية، والحكمة من التحريم هي أنّه هناك الكثير من الجراثيم التي تدخل إلى الميتة من الأمعاء والجلد، ففي أثناء حياتها يمكن الانتهاء والتخلص من هذه الجراثيم من خلال تحليلها، أمّا بعد موت هذا الحيوان فلا يكون لديه القدرة على تحليله، وبالتالي تنمو في داخل الميتة وتبدأ بهتك الأمعاء وما في بطن الحيوان، وتصل للأوعية الدموية والليمفاوية، واحتباس الدم في الميتة يُبقي على هذه الجراثيم في داخلها، وبعد أربع ساعات من موته تتصلب العضلات ويبقى كل ما علق بها من جراثيم وبكتيريا لم تخرج، لأنّ الدم لم يخرج من جسد الميتة.
ولهذا كان تحريم أكل الميتة؛ لأنّ فيه الضرر الكامل بصحة الإنسان، ويقاس على ذلك الذبح عن طريق الصعق الكهربائي، والطرق ووسائل التي يستخدمها الغرب، وأيضًا يدخل في باب التحريم كل حيوان مات من مرض جرثومي أو السل أو غيره؛ لأنّ ضرره أكثر حتّى لو ذبح بالطريقة الإسلامية وهو مريض.
وقد تمّ عمل تجربة على طعم اللحم الذي يذبح بالطريقة الإسلامية واللحم الذي ذبح بطريقة عادية سواء بالصعق أو بقطع الرأس وفصله عن الجسد أو غيرها من الطرق ووسائل المتبعة، فوجد أنّ اللحم الذي ذبح بالطريقة الإسلامية ألذّ بالطعم بكثير، ففي الطعم من غيره، وهذا هو الدليل الظاهر، ودليل الصحة وتأثيره هو الدليل الباطن.