يعتبر جهاز المناعة من أهم الأجهزة التي يحتاجها الجسم في الحصول على تعادله في مواجهة الطبيعة والتناغم معها، فهو يقدم الحماية الكاملة للجسم من الأمراض والسموم، وهذا الجهاز يحتوى على أعضاء وخلايا احترافية في الحماية، فمنها ما تعتبر من ضمن الجهاز الوقائي في الجسم فهي تحمي الجسد من التعرض لمسببات الأمراض والتلف وهي كالجلد على سبيل المثال حيث تصنع عازل قوي ومتين بين خلايا الجسد ومسببات الأمراض الخارجية من البكتيريا والفايروسات وغير ذلك من المسببات المختلفة، وهذا يجعل الجسم في تحصين نسبي من الوقوع في خطر الإصابة بالمرض الخارجي بشكل أو بآخر بسبب العوازل الخارجية من الجسم، وبالإضافة إلى عازل الجلد المنتشر على الجسم فإنه مدعوم أيضا بالخلايا العرقية والليمفية التي تساعد في الانتهاء والتخلص من سموم الجسم الداخلية وطرحها إلى الخارج بطريقة احترافية حيث تجعلها خارج العازل الأساسي لحماية الجسم، وأيضا ففي الفتحات التي تسمح للأجزاء من العالم الخارجي الدخول إلى الجسم نظام حماية أولي من نظام قوي حيث يقوم الأنف بشعيراته والمخاط الموجود فيه بتأمين الحماية أثناء دخول الهواء إلى الرئتين واللسان بخلايا اللعابية يؤمن الحماية عند دخول الطعام إلى الجسم، وسائل الأذن الذي يؤمن الحماية أثناء دخول الصوت المحمول عن طريق الهواء إلى الجسم، وكذلك فإن أجهزة الإخراج وطرح الفضلات في الجسم مدعومة بجهاز عبقري التصميم حيث تشكل بذاتها جهازا منفصلا مرتبط بالجسم وللدخول عن طريق ذلك فإن على الفيروس أو البكتيريا الخارجية مقاومة سائل حمضي عالي التركيز لا يمكن لأي بكتيريا أو فايروس المرور عبره، وكذلك عند الإناث فإن الجهاز التناسلي منفصل تماما عن باقي الجسد ولا يربطه بالجسم إلا الشعيرات الدموية فقط.
أيضا فإن الجهاز مدعم بخلايا الدم البيضاء في الداخل التي تعتبر خط الدفاع الثاني في الجسم والتي تعمل على محاربة والقضاء على الفايروسات والبكتيريا التي تمكنت من اقتحام الجدار الأول للحماية الذي سبق ذكره، ويتم تحفيز خلايا الدم البيضاء في حالتين أساسيتين وهي عند حصول خدش أو تلف في خط الحماية الأول فيتم تدعيمه بكمية كبيرة من الخلايا البيضاء التي تعمل على الدفاع عن الجسم في خط التماس مع البيئة الخارجية، ونتيجة لسقوط البكتيريا والخلايا البيضاء على سطح الجسم تظهر الالتهابات في تلك المناطق ويتوجب زيارة الطبيب فورا عند حدوث ذلك الأمر.
أما عن تقوية وتنمية مناعة الجسم فإن ذلك يتم بالحفاظ على الجدار الأول للحماية بشكل أولي عن طريق غسل الجسم من السموم والأوساخ بشكل دائم ومستمر، وأيضا يتم بالحفاظ على مناطق التداخل مع البيئة الخارجية كالعين والأنف والأذن والفم والحفاظ على نظافتهما بشكل دائم، ولحماية الجسم باستخدام خط الدفاع الثاني وهو جهاز المناعة الأساسي الموجود داخل الجسم، فيتم بطريق الراحة وإعطاء الجسم فرصة للراحة الكافية، ولعب الرياضة التي تدعم خلايا الجسم وعضلاته وتقويه وتقوي قدرته على التعامل مع الأضرار الخارجية، ويفضل تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات غذائية متزنة كالعصائر الحمضياتية، والوجبات التي تحتوي على البروتينات والنشويات والفيتامينات بشكل متوازن وعلى فترات متناسبة مع فترات حاجة الجسم فلا تقتير ولا اسراف في ذلك.