التعليم
التعليم هو حقٌّ من الحقوق الأساسيَّة لكافَّة البشر، وهو حقٌّ لا مجال للتفاوض عليه بأيِّ حالٍ من الأحوال، فحتى لو قُذفت منطقةٌ معيَّنة بالقنبلة النوويَّة، يجب أن يبقى التعليم مستمرَّاً، كما حدث في اليابان في القرن المنصرم.
التعلّيم ليس مجرَّد كلمةٍ تُقال في المؤتمرات والندوات، كما أنَّها ليست الكلمة المناسبة لتُزيَّن بها بوابات المؤسّسات الرسميَّة، بل هي واقعٌ ملموس، وعادةٌ تفاعليَّةٌ يوميَّة، حيث تتضمّن العلميَّة التعليميَّة العديد من التفاصيل الهامّة، وترتبط بها العديد من الجهات المختلفة، فهي ليست بالعمليّة البسيطة كما يُخيَّل للبعض، خاصَّةً أولئك الذين يجبرون أبناءهم على التسرب من المدارس والمؤسّسات التعليميَّة.
أهميّة التعليم
تنبع أهميَّة التعلّم من كونه العمليَّة التي يكتسب الإنسان بها المهارات والمعارف التي تفيده وتأخذ بيده طيلة حياته؛ فالأميُّون هم أكثر من يواجهون صعوبةً في الحياة، لأنهم غير قادرين على التواصل بأيَّة طريقةٍ كانت سوى طريقة المشافهة فقط، الأمر الذي سبَّب لهم صعوباتٍ جمَّةٍ كانوا في غنىً عنها.
الأهميَّة الأخرى للتعليم أنَّه يفرز المواهبَ منذ الصغر، وبالتالي يتمُّ فرز الأشخاص بناءً على القدرات التي أعطاهم الله تعالى إيَّاها، ممَّا سيجعلهم -إن تمَّ التركيز عليهم والعناية بهم- متفوِّقين في المجالات التي يحبُّونها والتي تُشكِّل جزءاً من شخصيَّاتهم.
أمَّا على المستوى الأكبر وهو مستوى الدولة، أو مستوى الأمَّة، أو حتى مستوى العالم، فللتعليم أهميَّةٌ كبيرةٌ جدَّاً ومضاعفة، إذ إنَّ التعليم قوَّةٌ بحدِّ ذاته، فلن تحتاج الأمم المتعلِّمة إلى الأمم الأخرى في تلبية احتياجاتها الأساسيّة، إذ إنَّ التعليم يمنحها الغذاء، والشراب، والمال، والصحَّة، والتسليح، والتقدُّم التقني، وكلُّ شيء، فحتَّى لو كانت الأمَّة لا تمتلك موارد طبيعيَّة، فيمكنها فعل المعجزات بالتعليم.
التعليم هو بوَابة لوضعٍ صحيٍّ أفضل؛ فالتعليم والاكتشافات العلميّة تمكّن من اكشتاف الأدوية التي تستطيع علاج و دواء العديد من الأمراض المستعصية أوالمزمنة، وبالتالي التقليل من معدَّلات الوفيات بين النَّاس. أيضاً فالتعليم هو السبيل إلى تحسين الأوضاع الماديَّة سواءً على المستوى الفردي، أو المستوى الجماعيّ، حيث إنّ التعليم هو السبيل إلى إنتاج العديد من المنتجات المختلفة والمتنوِّعة، ممّا قد يوفِّر مصدر دخلٍ جيِّدٍ للنَّاس على اختلاف تخصُّصاتهم، وهذا الأمر واضحٌ اليوم وبصورةٍ كبيرة، فالإنسان اليوم يعيش زمن اقتصاد المعرفة، أي بلغةٍ أخرى، الاقتصاد القائم على التعليم، فكلَّما كان التعليم أقوى وأجود وأوسع انتشاراً، كان التقدُّم والازدهار وتطوُّر الأوضاع الماديَّة والمعنويَّة احسن وأفضل في كافّة الدول وعلى كافّة المستويات.