الروح هي إحدى مخلوقات الله تعالى الموجودة في كلّ البشر والتي استودعها الله تعالى إليهم، وهي من أعظم المخلوقات التي خلقها الله تعالى والتي كرمها أيضاً عند خلقها وربطها به مباشرةً سبحانه وتعالى، فقال تعالى: "فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ"، والروح هي من الأمور الغيبية التي لا نعلم صفتها ولا طبيعتها ولا أيّ معلوماتٍ عنها، فاختصّ الله تعالى بها لنفسه لعظمة خلقها، ولكن وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بعض صفاتها وارتباطها بالبشر.
الروح هي أصل الإنسان والتي يكون البدن بجانبها مجرّد أداةٍ لاستقبالها واستيعابها، فلذلك يكون موت الإنسان بخروج الروح من الجسد، فكما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنّ الروح تبدأ بالخروج من الإنسان من أسفل البدن إلى أعلاه حتى إذا وصلت الروح إلى الحلقوم فلا تكون للشخص توبةٌ بعدها، وأمّا خروج الروح من بدن المسلم فتكون سلسةً تسيل كقطرة الماء، وأمّا خروجها من الكافر فتكون صعبةً فتنتزع نزعاً منه.
وأمّا بعد الموت فإنّ الروح تكون على أمرين، فأمّا روح المؤمن تصعد مع ملائكة الرحمة إلى السماء السابعة فيقول تعالى حسب حديث رسولنا الكريم: (اكتبو كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإنّي منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى)، فيعودون بها إلى جسده ويأتيه الملكان في قبره فيسألانه الأسئلة الثلاث فيجيب عليها، فيفتح له بابٌ من الجنة ويأتيها من ريحها ويفسح له قبره على مدّ بصره، ويأتي عمله الصالح على صورة رجلٍ طيب الوجه والثياب ويكون له رفيقاً في قبره.
وأمّا روح الكافر فتنزل إلى الأرض السفلى مع ملائكة العذاب التي تطرحها فيها طرحاً، ويعيدونها إلى جسده في القبر فيأتيه الملكان فيسألانه فلا يجيب، فيفتح له بابٌ من النار ويأتيه من حرها وسمومها ويضمّ عليه قبره ضمةً تختلف فيها أضلاعه، ويأتيه عمله السيء على صورة رجلٍ قبيح الوجه والثياب ويكون رفيقاً له في قبره، فمعظم الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم تدلّ على عودة الروح إلى الجسد وتعلّقها به وقت سؤال الملكين، أمّا أين تذهب بعد ذلك فهو من علم الغيب الذي لا يعلمه إلّا الله تعالى، فكلّ ما نعلمه أنّها تبقى في عالم البرزخ فهي لا تفنى بفناء الجسسد.
وأمّا أصحاب الديانات الأخرى وقبل وجود الإسلام فإنّ أصحابها يعتقدون اعتقاداتٍ أخرى حول مكان ذهاب الروح بعد الموت، فيؤمن الهندوس على سبيل المثال بتناسخ الأرواح، وهو أنّ الروح تذهب بعد موت صاحبها إلى جسدٍ آخر لتقيم فيه جزاءً على ما قامت به من عمل، فتنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسدٍ سعيد وليس من الضروري أن يكون إنساناً آخر، فربما تنتقل روحه إلى حشرةٍ أو حيوانٍ أو أي صنفٍ من أصناف الحياة.