جرثومة المعدة
جرثومة المعدة أو ما يُعرف بالجرثومة الملويّة البوابيّة، هي عبارة عن جرثومة غَزوية، تتسلّل إلى داخل المعدة، وتستقرّ في الخلايا الظّهارية في غشاء المعدة المخاطيّ. وتؤدّي هذه الجرثومة إلى نشوء التهاب، وتدمير الخلايا التي تتواجد في غشاء المعدة المخاطيّ. وهذه الجرثومة شائعة جداً، ومنتشرة بكثرة بين البشر. وهذه الجرثومة ليست المسبّب المباشر لقرحة المعدة، وإنّما توفّر بيئةً خصبةً لنشوئها وظهورها. فتدمير الخلايا يؤدّي إلى ظهور فرط حموضة إنزيمات المعدة، ونشوء فرط التّحسس. بالإضافة إلى أنّ هذه الجرثومة تستولي على الزّنك، والحديد، وفيتامين B12.
أعراض جرثومة المعدة
- وجود آلام حادّة في المنطقة العليا من المعدة.
- شعور مريض جرثومة المعدة بحموضة شديدة، وحرقة في منطقة الحنجرة أو المريء.
- إصابة المريض بارتجاع الطّعام من الدّاخل إلى المريء، وما يتبعه من حرقةٍ شديدةٍ أيضاً.
- التجشّؤ.
- إصابة مريض جرثومة المعدة بالإعياء والغثيان الشّديد.
- حاجة المريض الدّائمة إلى التقيّؤ.
- الانتفاخ.
- تساقط الشّعر، وتشقّق وتكسّر الأظافر.
- في الحالات الصّعبة قد تسبّب الزّرق.
- قد تؤدّي إلى الإصابة بسرطان المعدة.
اكتشاف جرثومة المعدة
تمّ اكتشاف جرثومة المعدة في 1982 على يد العالمين الأستراليين وورن ومارشال. حيث أكّد العالمان في ورقة بحثهم أنّ سبب معظم حالات قرحة والتهاب المعدة هو مستعمرات البكتيريا، وليس التّوتر، أو الطّعام ذي البهارات، كما أعتُقد سابقاً. قوبلت فرضيّة العلاقة بين جرثومة المعدة والقرحة الهضميّة بفتور، لذا ولكي يثبت صحّة فرضيته، قام مارشال بشرب صحن يحتوي على مزرعة من العضيّات الحيّة، والمستخرجة من معدة مريض، وسرعان ما أصيب بالتهاب في المعدة.
واختفت أعراض الالتهاب في غضون أسبوعين لدى تناوله مضادّات حيويّة، للقضاء على ما تبقّى من البكتيريا تحت إلحاح زوجته. ونشرت هذه الدراسة في عام 1984 في الدوريّة الطبّية الأستراليّة، وتعتبر واحدةً من أكثر المقالات التي أشيد بها في الدّورية. في العام 2005 قام معهد كارولينسكا في ستوكهولم بتقديم جائزة نوبل في الطّب والفيزيولوجيا إلى مارشال ووورن، لاكتشافهم دور جرثومة المعدة في حدوث التهاب المعدة والقرحة الهضميّة.
مسبّبات جرثومة المعدة
تشير الدّراسات السّريرية الطّبية إلى وجود عدّة عوامل مسببّة لظهور جرثومة المعدة، ومنها:
- تردّي النّظافة الشّخصية.
- استخدام عدد من الأشخاص لنفس الأدوات أو الأغراض الشّخصية.
- انتقال الجرثومة عبر اللعاب، بحيث يكون من السّهل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة الواحدة، إذا كان أحدهم مصاباً بالعدوى الجرثوميّة.
فحص وتشخيص جرثومة المعدة
يتوفّر عدد من الفحوص والاختبارات لفحص وتشخيص الإصابة بجرثومة المعدة، ومنها:
- اختبار النّفَس: يستخدم هذا الفحص لقياس كمّية ثاني أكسيد الكربون في الجسم. ولا يعدّ هذا الفحص دقيقاً، إلا أنّه ذو مصداقيّة جيّدة. وعمليّاً يتمّ في هذا الفحص استخدام النّظائر المشعّة. لكنّ هذا الفحص غير موثوق به مئة بالمئة.
- فحص الدّم: يُساعد فحص الدّم في كشف وجود أجسام مضادّة لجرثومة المعدة في الدّم. ولكن لأنّ هذه الأجسام المضادّة تبقى في الدّم حتى بعد القضاء على الجرثومة، فإنّ هذا الفحص لا يعتبر موثوقاً وذا مصداقيّة كافية، وبالتّالي لا يمكن الاكتفاء به لإثبات وجود الجرثومة في الجسم.
- اختبار البراز: يعتبر اختباراً دقيقاً للغاية، ويكشف ما إذا كان جسم المصاب يحتوي على مُضادّات الجرثومة.
- فحص تنظير المعدة: إذ يتمّ خلاله إدخال أنبوب صغير ومرن، مرتبط بألياف بصرية إلى داخل المعدة. ويتمّ أخذ عيّنة من الغشاء المخاطيّ للمعدة، لفحص ما إذا كانت تحتوي على الجرثومة.
الأمراض التي تسببها جرثومة المعدة
إنّ جرثومة المعدة في حال وجودها في جسم الإنسان المصاب، فإنّها يمكن أن تكون سبباً في إحداث العديد من الأمراض إذا لم يتمّ مراجعة الطّبيب في أقرب وقت، ومن بعض الأمراض:
- الإصابة بمرض تصلّب الشرايين وانسدادها.
- حدوث انسداد في الصّمامات المغذيّة للقلب، وحدوث ضعف في عضلة القلب.
- جرثومة المعدة تسبب آلام شديدة في الرّأس.
- سرطان المعدة.
- قرحة المعدة سببها الرّئيسي الإصابة بجرثومة المعدة.
- عسر الهضم.
الوقاية من جرثومة المعدة
- الامتناع عن استهلاك الاطعمة الحامضيّة، مثل: الحمضيّات، ومنتجات الحليب، والأغذية المصنّعة، والأغذية المصنوعة من السّكر، والأغذية المصنوعة من الدّقيق الأبيض، والقهوة، والمشروبات الغازيّة.
- التّأكد من نظافة الأطعمة والمشروبات التي يتمّ تناولها، والابتعاد عن تناول الأطعمة من الأماكن غير الموثوقة.
- التّأكد من غسل اليدين جيداً بعد الخروج من الحمّام.
- استخدام اللّقاحات المضادّة لجرثومة المعدة.
علاج و دواء جرثومة المعدة
يشمل العلاج و دواء الطبيعي في هذه الحالة دمج الأعشاب الطبّية، مع الحفاظ على نظام غذائيّ متوازن، يحتوي على: الحبوب الكاملة، والألياف الغذائيّة، والأطعمة الغنيّة بأوميغا 3، وبذور الكتّان، والسّلطات، والأسماك، والثّوم، والخضار، والفاكهة. وينصح بشدّة بتناول الإضافات الغذائيّة الطبيعيّة، ومكمّلات غذائية من البكتيريا الحيّة، أو الخمائر(البروبايوتيك) الخاصّة الغنيّة بالغلوتامين، وهو المسؤول عن ترميم الأمعاء، كما أنّ الصّيام لمدّة يومين أو ثلاثة مع الاكتفاء بتناول العصائر قد يساعد في تهدئة القروح، وشفاء غشاء المعدة المخاطيّ من جرثومة المعدة.
تم تدقيقه بواسطة تسنيم جبر.