شرع لنا الله عزوجل العديد من العبادات من صلاة وصوم وغيرها لتقرّبنا منه ولننال جزيل الأجر والثواب منه جل وعلا؛ وكي نكسب محبّته ورضاه، وكلّ عبادة يقوم بها المسلم لها منزلة خاصّة ولها أجرها وثوابها عنده سبحانه وتعالى، ومن العبادات التي شرعها الله عزوجل لعباده هي عبادة الصوم.
تعرف ما هو الصيام؟
يُعرف الصوم بأنّه الإمساك عن جميع المفطرات من طعام، وشراب، وجماع منذ طلوع الشمس وحتّى مغيبها، طاعةً وامتثالاً لأوامره جلّ وعلا، وهو من العبادات العظيمة التي خصّها الله عزوجل بمنزلة عظيمة، فالصيام هو ذلك السرّ الذي يكون فقط بين العبد وربّه، فلا أحد يعلم ما في قلب الصائم ولا يعلم نواياه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
وعادةً ما يرتبط في أذهان الغالبيّة الصيام بشهر رمضان المبارك وحده، إلا أنّ ممكن الصيام لكلّ وقت، بل إن هنالك الكثير من الأوقات التي يستحب أن يصوم بها المسلم.
أنواع الصيام
صيام واجب
ينقسم صيام الواجب بدوره إلى 3 أنواع :
- صيام يجب للزمان نفسه، وهو صيام شهر رمضان المبارك.
- صيام واجب لعلّة أو سبب معيّن، وهو صوم الكفّارات.
- أن يوجب الإنسان الصيام على نفسه، وهو صوم النذور.
صيام مستحب
أو ما يسمّى بصيام التطوع، وينقسم إلى نوعين :
- صيام الأيام يوم بعد يوم، أو صيام ثلاثة أيّام من كل شهر ونحو ذلك.
- صيام الإثنين و الخميس من كل أسبوع، والأيام البيض من كل شهر، وصيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء ونحو ذلك من كل سنة.
فوائد الصيام الدينيّة
والصيام أي أن كان نوعه فإنّه يقدّم الكثير من الفوائد الدنيويّة والدينيّة للمسلم، وهنا سنسلط الضوء على فوائد الصيام الدينية، والتي هي :
- دخول الجنّة من باب الريان، كما جاء في قوله الكريم عليه الصلاة والسلام : "إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد"، "متفق عَلَيهِ".
- الصيام سبب لمغفرة الله عزّ وجلّ لذنوب عباده.
- الصيام سبب لاستجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء.
- يعزّز الصلة بين الصائم وربّه جلّ وعلا، فهو يبعث على الخشوع والخضوع والامتثال لأوامره سبحانه.
- يقوّي من عزيمة المسلم في جهاد نفسه، وكبحها عن الشهوات والملذات الدنيويّة، ممّا يجعله في إقبال دائم على الطاعات وبالتالي نيل رضا الله عزوجل.
- الصيام هو الذي يباعد بين الصائم والنار، كما قال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد يصوم يوماً في سبيل اللَّه إلا باعد اللَّه بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا".
- الصيام شفيع لصاحبه يوم القيامة، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفّعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان".
المعجزة النبوية في الصيام
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "والصوم جُنَّة " . فالجُنَّة تعني السلاح الذي يستتر به المرء. والصيام سلاح لا يراه الآخرون ولكنه يمارس عمله في الخفاء، فيقوم بتدمير الخلايا الهرمة والضعيفة ويحسن الصيام أداء أجهزة الدفاع لدى الجسم ويقوّي نظام المناعة ، بالإضافة إلى أنه في الوقت نفسه يهاجم السموم في مخابئها ويخرجها ويبعدها.
أقوال الأطباء غير المسلمين عن الصوم
يصف أحد أشهر الأطباء المعالجين بالصوم فوائده المتعددة فيقول : "وزن أقل، جلد نقي، إزالة متزايدة للسموم، إصلاح للأنسجة، انخفاض في الألم والالتهاب، زيادة في التركيز، استرخاء، توفير في الغذاء والوقت. وربما الفائدة الكبرى تتمثل في الرضا بأنك لعبت دوراً رئيسياً في تحسين صحتك". وقد لخّص القرآن كل هذا الكلام بكلمات وعبارات بليغة ووجيزة، يقول تعالى: " وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" .
يؤكد الاختصاصيون أن الصوم لفترات قصيرة ومتكررة آمن ومفيد دائماً حتى لمرضى الكبد والسكر، و المقصود بالفترات القصيرة هو الصيام من طلوع الشمس و حتى غروبها على عكس الصيام لفترات طويلة لما له من مخاطر كثيرة و آثار سلبية .
فوائد الصيام الصحية
وقاية من الأورام
يقوم الصيام بإزالة الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم، فالجوع يحرك الأجهزة الداخلية لجسم الانسان لاستهلاك الخلايا الضعيفة حتى يواجه ذلك الجوع، فتتاح للجسم الفرصة ليسترد حيويته ونشاطه، كما أنه يستهلك أيضا الأعضاء المريضة ويجدد خلاياها، بالإضافة إلى ذلك يعمل الصيام على وقاية الجسم من كثيـر من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية وكذلك الأورام في بداية تكونها.
للتخسيس
يؤدي الصيام إلى إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الإفطار، وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ إفطاره بعدد من التمرات و بقليل من الماء ثم يقوم إلى الصلاة، فالسكر الذي يحتويه التمر يعطي الإنسان الشعور بالشبع وذلك لأن الدم يمتصه بسرعة ، وفي نفس الوقت يعطى الجسم الطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة المعتادة.
الأمراض الجلدية
إن الصيام يفيد في علاج و دواء الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، مما يعمل على:
- زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية
- تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل وعيوب البشرة الدهنية.
- تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثورا مستمرة .