أيّها الأحبّاء ، لكم نصيحة من القلب بأحب الأعمال إلى الله ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ، قالوا: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال: ذكر الله عز وجل" . أخرجه الحاكم في مستدركة عن أبي الدرداء .
فذكر الله هو كلمة توحي فقط بالاستغفار ، لكن ما وراءها أكبر وأعظم أجراً ، فإن سبّحت الله فأنت ذاكر له ، وإن كبرته فأنت ذاكر له ، وان اقمت وصليت صلاتك في خشوع فأنت ذاكر له ، وأي عمل تفعله في سبيل الله يقربك منه تعالى . وأكثر من صلاتك لتقيك من الفحشاء والمنكر كما قال تعالى في كتابه الكريم : ?وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ?.
وان ذكر الله كثيراً يقربك من الله عز وجّل ، وتعود بالفائدة الكبيرة على الإنسان لقول الله تعالى " فاذكروني أذكركم " (البقرة الآية : 152) ، فإذا كنت محبوباً بين الناس وعلاقتك الاجتماعية طيبة مع الآخرين ومع عائلتك وأقربائك وممن حولك تأكد تماماً ان الله يحبك كثيراً ، وأنه سيذكرك وانت في بطن الأرض في بيت الظلمة والوحشة ، وفي هذه اللحظة أنت لست بحاجة الا لرحمة الله عليك وأنت تحت الأرض ، فادعو الله كثيراً أن يؤنس وحدتك في القبر بهذا الدعاء الجميل " اللهم استرنا فوق الأرض ، وارحمنا تحت الأرض ، ويوم العرض عليك ".
ومن الفوائد العظيمة لذكر الله كثيراً : يساعدك في الانتهاء والتخلص من المعاصي ، والامتناع عنها خوفاً من غضب الله ، وطمعاً في رحمته وغفرانه ، كما أن الرسول صل الله عليه وسلم ذكر في الأحاديث أن من يعرض عن معصية الله كان ذلك سبباً في ان يحتمي بظل الله يوم القيامة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال : " رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ". متفق عليه.
كما أنّ ذكر الله يعد من علامات و دلائل الإيمان ، وكلما عرفته أكثر ذكرته في نفسك أكثر ، قال تعالى : ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً?. وكما أن ذكر الله في مجالس العلم مع الآخرين له فضل كبير حيث أن الله يرسل ملائكة تغفر لهم ذنوبهم الى أن ينتهوا ، فأي فضل هذا ، وهذا يؤكد لنا رحمة الله الواسعة والعظيمة . " عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ". أخرجه مسلم .